احتفت “مؤسسة كلمات” بيوم الطفل العالمي في 20 نوفمبر 2023، برسم الابتسامة على وجوه عشرات الآلاف من الأطفال بفضل مبادرتيّ “أرى” و”تَبَنَّ مكتبة”. فقد وضعت المؤسسة منذ انطلاقها عام 2016 من إمارة الشارقة هدفاً واضحاً يتجسّد في تمكين الأطفال من المكفوفين وضعاف البصر والأطفال المهاجرين والنازحين من الانخراط في المجتمع، ومساعدتهم على الاندماج مع مختلف فئاته، وترسيخ ارتباطهم بجذورهم الثقافية، وفتح آفاق أوسع أمامهم تتيح لهم فرص التعلّم والتحصيل العلمي.
وتجسيداً لشعار منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” المخصص للاحتفال بيوم الطفل العالمي لهذا العام: “لكل طفل كل حقوقه”، نجحت المؤسسة بفضل إسهامات أصحاب أيادي بيضاء ومؤسسات وأفراد، في إسعاد أكثر من 162 ألف طفل وتوفير مصادر المعرفة لهم من خلال أكثر من 45 ألف كتاب وزعتها على 30 دولة و133 موقعاً ما بين 30 ألف كتاب ميسّر لمبادرة “أرى” وقرابة الـ 16 ألف كتاب باللغة العربية في 146 مكتبة من خلال مبادرة “تَبَنَّ مكتبة”.
ففي الأردن، وتحديداً في مدرسة عبد الله بن أم مكتوم للمكفوفين، لم تستطع الطفلة رماس سعيد 14 عاماً إخفاء فرحتها عندما وصلتها قصص بطريقة برايل من “مؤسسة كلمات”، وقالت: “هذه أول مرة في حياتي أقرأ فيها قصة بطريقة برايل، إذ لم أكن أجد قصصاً مسلية ومفيدة مناسبة لي مع أني أحب أن أقرأ”. وهكذا أيضاً كان شعور الطفلين نور أشرف أبو شيخة ويوسف أبو داوود من “جمعية الكفيف الخيرية” في مدينة الخليل بفلسطين بعد حصولهم على مجموعة غنية من القصص بالصيغ الميسّرة.
ليست فئة المكفوفين وضعاف البصر وحدها التي تعمل المؤسسة على استهدافها بالمصادر المعرفية، ففي أحد مجتمعات اللجوء في هولندا انطلقت الطفلة السورية اللاجئة عائشة التي تبلغ من العمر 9 أعوام إلى المكتبة، وشعرت ببهجة غامرة عند رؤيتها مكتبة “مؤسسة كلمات” المتنقلة، حيث اختارت كتاباً بعنوان “أميرات من العالم” وقالت: “أنا متحمسة جداً لقراءة هذا الكتاب وإعادته حتى أستعير المزيد”.
وتستمر مبادرة “تَبَنَّ مكتبة” في مساعيها لإدخال الفرحة والمعرفة إلى قلوب الأطفال اللاجئين والنازحين والمحرومين وتزويدهم بمكتبات تحتوي كل واحدة منها على 100 كتاب باللغة العربية، حيث كان للتعاون المثمر مع الفنان الإماراتي محمد المنصوري أول سفير لـ”مؤسسة كلمات” في مشوارها الخيري دور كبير في هذه الرحلة الإنسانية بإطلاق خط منتجات تذهب عائداته بالكامل لدعم المبادرة وتمكين الأطفال واليافعين المحرومين من خلال الكتب وغرس حب القراءة وشغف المعرفة في نفوسهم.
وكانت مبادرة “أرى” قد حصلت مؤخراً على جائزة فئة الإشادة الخاصة من “اتحاد الكتب الميسّرة” التابع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية ترجمة لجهود المؤسسة لإحداث فارق في حياة الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية وغرس حب القراءة واللغة لديهم من خلال إعداد نُسخ ميسّرة من الكتب والمصنفات، وذلك تتويجاً لحصولها على حقوق النشر للإصدارات التي تناسب المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية كأول منظمة غير ربحية في دولة الإمارات تُمنح حقوق نشر استثنائية وفقاً لتوصيات “معاهدة مراكش”.