اتهم عادل الزيني، المؤسس والرئيس التنفيذي لدار الخيال في لبنان، موقع “غوغل” بأنه شريك في عملية قرصنة الكتب، وذلك خلال مشاركته في جلسة “السرقة الأدبية للكتب (القرصنة): ما الذي يمكن فعله حيال هذه المشكلة؟” التي أقيمت في اليوم الثالث والأخير من مؤتمر الناشرين الذي نظّمته هيئة الشارقة للكتاب في الفترة ما بين 1 و3 نوفمبر 2020.
وأشار الزيني إلى أن “غوغل” لا تفعل ما تكفي لإزالة المواقع غير القانونية التي تقوم بقرصنة الكتب. وعلى الرغم من أن “غوغل” لم تكن موجودة للدفاع عن نفسها في المؤتمر، إلا أن شركة التكنولوجيا العملاقة ستجادل بأنها تشبه لعبة Guacamelee – فبمجرد إزالة أحد المواقع، يظهر موقع آخر.
بدوره أكد لورنس الاديسوي، المدير الإقليمي لمطبعة جامعة كامبريدج في نيجيريا، والذي شارك في الجلسة عن بُعد عبر تطبيق “زووم”، إنه تم إحراز بعض التقدم في معالجة المشكلة، وأن حاويات الشحن التي تحتوي على كتب مقرصنة تمت مصادرتها في الموانئ قبل وصولها إلى القراء.
أما مدير الجلسة بيل كينيدي، مؤسس شركة “أفيسينا بارتنرشيب المحدودة” في المملكة المتحدة التي تمثل ناشرين أكاديميين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقال إن الوضع مع القرصنة كان صعبًا بشكل خاص في مصر والأردن وسوريا، مشيراً إلى أن قيام بعض الجامعات الخاصة بشراء نسخ مقرصنة لطلابها باعتبارها أرخص ثمناً من النسخ الأصلية، يؤدي إلى خسارة الناشرين الأصليين ومؤلفي هذه الكتب للإيرادات والعائدات.
ويشير بعض المراقبين إلى أنه في بعض الأحيان يمكن أن تكون النسخ المقرصنة ذات جودة أعلى من النسخ الأصلية – وهو أمر يصعب على الناشرين معالجته.
وقال كينيدي: “تتمثل إحدى طرق التصدي للقرصنة في محاولة إلغاء الاعتماد لهذه الجامعات الخاصة. قد تحصل هذه الجامعات على اعتماد من هيئات مرموقة مثل أكسفورد أو كامبريدج، وإذا كان بإمكانك إلغاء الاعتماد لأنها لا تحترم الملكية الفكرية، فهذا قد يكون أحد الحلول لكنه ليس دائماً ناجحاً. يمكنك أيضًا التواصل مع الممثلين التجاريين في السفارات وطلب هذا الأمر منهم”.
وشهد اليوم الأخير جلسة حول “ظاهرة الكتاب المسموع”، وهو قطاع لا تؤثر عليه القرصنة لحُسن الحظ – إلى حد كبير لأنه غالبًا ما يكون المشاهير والمؤلفون أنفسهم هم من يروون كتابهم.
وسلّطت ستايسي كريمر، نائب الرئيس، لشركة اكتساب المحتوى المسموع وتطويره، في الولايات المتحدة الأمريكية، الضوء على نمو ونجاح شركة أمازون العملاقة، وتناولت تجربة الكتاب الصوتي لميشيل أوباما، مؤكدة أن الخامة الصوتية لهذا العمل كانت مناسبة لأوباما وأسهمت في الإقبال على الكتاب.
وتحدث ناثان هال، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في “بيت تكنولوجي” النرويجية، عن منصة الإنتاج الصوتي التي تقدمها للناشرين، لافتاً إلى أن الكتب الصوتية يزداد حضورها يوماً بعد الآخر نظراً للثورة التقنية، ما يفتح مجالاً فريداً لإيصال الإصدارات الأدبية إلى القرّاء.
كذلك شارك في الجلسة سيباستيان بوند، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كتاب صوتي في السويد، الذي أكد أن الكتب الصوتية تسمح للناشرين بتقديم مجالات جديدة للقراء، مضيفاً أن الأشهر الماضية شهدت حركة بيع استثنائية.
واتفق الجميع على نقطة واحدة، لخّصها كريمر بقوله: “ليس خيارًا ألا تكون مع الكتب الصوتية بعد الآن. إذا لم يكن لديك هذا النوع من الإصدارات، فأنت تسيء إلى مؤلفيك”.