ضمن فعاليات مؤتمر الموزعين الدولي بدورته الأولى والذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب يومي 16 و17 مايو 2022، ناقشت الجلسة الأولى للمؤتمر، التي أدارها كيو- يو ليانغ، مستشار الأعمال المتخصص بقطاع توزيع الكتب، موضوع “استفادة موزعي الكتب من القطاع الرقمي والتجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي”، وشارك فيها كل من: نانا أويريه داموا، الشريك المؤسس لـ “بوك نوت” من غانا، ومحمد قنديل، الرئيس التنفيذي لدار ملهمون للنشر والتوزيع، وأديدوتن إييناديه، الرئيس التنفيذي لمتجر بيع الكتب “روفينغ هايتس” في نيجيريا، وجورجيا روسو، خبير وسائل التواصل الاجتماعي في “لا فيترينيلي إنترنت بوك شوب” بإيطاليا.
وأشار نانا أويريه داموا إلى أن بناء الثقة بين بائع الكتب والمستهدفين على وسائل التواصل الاجتماعي حجر الأساس لنجاح تجربة بائع الكتب في إنشاء عالم تجاري افتراضي قادر على التوسع والنمو، مع ضرورة أن يكون لدى بائع الكتب مهارة عالية في اختيار الفئات المستهدفة من الكتب وتحديد رغباتها وتفضيلاتها، وأكد أهمية تطوير الخدمات اللوجستية المرتبطة بتوصيل الكتب، والتركيز على تطوير الاستجابة في خدمة ما بعد البيع.
وأكد محمد قنديل أن التوزيع الناجح يبدأ بمعرفة أهمية المكان الذي يقام فيه المتجر، والأهداف التي يطمح الموزع للوصول إليها، وآلية تحديد هذه الأهداف والأدوات اللازمة لإنجازها، مشيراً إلى ضرورة التفاعل مع العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي، وفهم متطلباتهم ووضعها ضمن بيانات خاضعة للتحليل لتلبية ما يتجدد من رغباتهم.
فيما طالب أديدوتون إييناديه بالإبداع في التواصل كي يحظى موزع الكتب بحصة بين الكم الهائل من الموزعين الذين يعتمدون على التجارة الإلكترونية، مثل تنظيم فعاليات على الإنترنت وإيجاد روابط تسهل عمليات الشراء من الموقع، وتحفيز العملاء بالهدايا التي أثبتت دورها في التحفيز على الشراء وجذب الآخرين.
ومن إيطاليا، تحدثت جورجيا روسو “عبر تقنية الاتصال المرئي” حول الآليات الأساسية التي ينبغي أن يتبعها بائع الكتب عبر قناتي “إنستغرام” و”تيك توك”، حيث أشارت أن الأخيرة بدأت تأخذ حصة كبرى على وسائل التواصل، وهو ما يجعل منها واحدة من أهم قنوات الاتصال التي ينبغي على موزع الكتب أن يركز عليها، مؤكدةً أن التواصل الفعال مع العملاء يؤهل بائع الكتب إلى تحويل مستخدمي تلك القنوات إلى عملاء، وأن نجاح بائع الكتب على قنوات التواصل الاجتماعي يتعلّق بالخصوصية التي يستطيع من خلالها أن يبني قناة فريدة للتواصل مع الآخرين.
المتاجر التقليدية والمنافسة الرقمية
وفي جلسة بعنوان “تنظيم المخزون، وطريقة العرض، وخدمة المتعاملين”، استضاف المؤتمر ريمي مورجان، الرئيس التنفيذي لـ”لاتيرنا فينتشرز” في نيجيريا، وكيني تشان، مستشار في “كينوكونيا” بسنغافورة، وبيتر كاكمار، مدير قسم المبيعات في “أكار”، وسونيا دراجا، موزعة كتب من بولندا، وأدارها سايمون ليتلوود، مستشار دولي للنشر.
فيما أكد بيتر كاكمار أن متاجر البيع تحتاج إلى دراسات متعددة لمواجهة المنافسة الشديدة من قبل قنوات التجارة الإلكترونية، وهذا ما يحتم عليها أن تنظر في الواقع الحالي للسوق، وحالات العرض والطلب على منتجاتها، وأثر خدمة العملاء في متابعة مسيرتها وتطوير أعمالها، وأشار إلى أهمية تدريب الموظفين في متاجر الكتب التقليدية على التعامل مع الكتب وخدمة العملاء، وأن يكون لديهم المعلومات الكافية حول الكتب المعروضة ومحتواها، ليكون التواصل مع العملاء صحيحاً ومثمراً.
وتحدث تشان عن الرؤية التي تنتهجها “كينوكونيا” وتنبع من سعيها إلى إيجاد فرص للتواصل البنّاء بين حضارات وثقافات العالم، ومن هذا المنطلق فإنهم يعملون على الاتصال مع المجتمعات المحلية التي يفتتحون فيها فروعاً لهم، ويبحثون عن التفاصيل التي تركز عليها تلك المجتمعات لتسليط الضوء عليها، وإثراء محتوى المكتبة بها.
وأكد مورجان أن المتاجر التقليدية تبقى لها أهميتها لأنها تضمن التواصل الحقيقي والفعال مع العملاء، وتزويدهم بالنصائح المباشرة حول تفضيلاتهم، وتقديم الشرح حول الكتب والروايات المعروضة، كما أنها تقدم فعاليات للأطفال والعائلات تحفزهم لشراء الكتب.
وقالت سونيا دراجا: “المكتبات التقليدية ليست جاذبة للتسوق، ولذلك ينبغي أن يسعى بائع الكتاب إلى إيجاد أجواء تضمن إقبال الناس عليها، من الاهتمام بالتصميم اللافت، وزيادة عوامل الجذب، وتنظيم الفعاليات والأنشطة المجتمعية، ودعوة رياض الأطفال إليها، لتكون محفزة للأهل والصغار على الإقبال على شراء الكتب”.
جائحة كورونا أعادت رسم خريطة توزيع الكتب
وفي كلمتها الرئيسة حول الأسواق الدولية لبيع وتوزيع الكتب، قالت ياسمينا كانوريك، من اتحاد موزعي الكتب الأوروبية والدولية: “بعد تحليل توجهات الأسواق خلال العام الماضي، تبين أن الوباء أعاد رسم ملامح صناعة توزيع الكتب على المستوى العالمي، التي شهدت فوارق كبيرة في النمو عبر مختلف القنوات، ولاحظنا التكيف مع نماذج الأعمال الجديدة والتحولات في سلوكيات المستهلكين، وصعود سوق الكتب الإلكترونية والصوتية”.
وأكدت أنه وعلى الرغم من أن المبيعات الرقمية وخدمات البث المباشر والمشاهدة عند الطلب شهدت أكبر نمو في العام 2021، واستمرار تأثر المكتبات ومتاجر بيع الكتب بتداعيات الأزمة، إلا أن الفرص المستقبلية في صناعة الكتاب تشمل تعزيز الحضور الإلكتروني والرقمي، وإطلاق المبادرات والفعاليات، وتعزيز الشراكات المحلية.