ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ38، نظمت جلسة حوارية بعنوان “صائدو الجوائز” واستضافت باقة من الكتّاب والروائيين وهم د. محمد المعزوز من المغرب، ود. شهلا العجيلي من سوريا، ود. ويمنى العيد من لبنان، وميسلون هادي من العراق، وأدارت الجلسة صالحة عبيد، والذين ناقشوا جميعاً موضوع تأثير الجوائز في الحراك الثقافي وتطويره خاصة مع انتشار الجوائز الثقافية على نطاق كبير وظهور بعض الكتاب المعروفين بـ”صيادي الجوائز”.
استهل الجلسة الكاتب والباحث في الأنتربولوجيا السياسية د. محمد المعزوز، الذي رأى أن عنوان الجلسة يحمل نوعاً من “القدح” وليس “المدح”، لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر من هذا العنوان لأنه يحمل فخاً بين طياته، فالكاتب حين يمر بولادة فكرة أو إنتاج أدبي لا يبحث عن الجائزة التي سيجنيها أو يصطادها، وإنما يبحث غالباً عن القيمه الإنسانية والمعنوية التي يمكنه إضافتها إلى عالم الأدب.
وأكد المعزوز أن الجوائز في البلاد العربية لا تُعطى أحياناً لمن يستحقها، وقد تلعب الوساطة دورها في كثير من الأحيان، وتقوم على عنصرين رئيسيين هما انتساب الكاتب إلى جهة معيّنة تتماثل في توجهاتها مع القائمين على الجائزة، وكذلك أن يصبح كاتب معيّن “زبوناً” دائماً للجوائز، بحيث يحصل على نفس الجائزة كل مرة، ولذلك أصبحت الجوائز مصيدة لقتل المبدعين، ولذلك يجب أن تركز على الإبداع، وتنقل إدارتها إلى جهات محايدة، مع قبول مبدأ الاعتراض أو النقد.
أما الكاتبة والناقدة الأدبية د. يمنى العيد وهي شخصية العام الثقافية لهذه الدورة من المعرض، فأكدت أن الجوائز التي توزع تتضمن خللاً كبيراً، ويعود السبب إلى لجان التحكيم التي لا تختار الفائزين بعناية، وأشارت إلى أن الثقافة لا تقف على المعارف والعلوم بل تشمل أيضاً الأخلاق والسلوك، والروائي عندما يتناول عملاً أدبياً يجب أن يبني علاقته مع الشخصيات والبيئة على الصداقة، بحيث ينقل ما يقرأ ويعيش بكل شفافية، ومن ثم يتم تقييم الرواية بناءً على المضمون والبناء الفني.
ورأت الروائية والأكاديمية شهلا العجيلي أن الروائي يجب أن لا يكتب حسب مزاج الآخرين، ولا أن يغيّب الحقيقة، وعند تناوله لأي نص عليه أن يكوّن فكرة متوحدة مع الحالة أو الموضوع الذي يعبّر عنه، دون الاهتمام برضا القراء أو الحصول على جوائز، فالروائي يجب أن يكون ضمير العالم، فهذا هو الهدف الأسمى، وأشارت إلى أن الجوائز التي ظهرت في الآونة الأخيرة في البلاد العربية غيّرت الكثير من المعايير السابقة بحيث أسقطت الأيدولوجية وألغت احتكار المنابر الأدبية من روائي أو كاتب بعينه.
واختتمت الجلسة الروائية ميسلون هادي التي عارضت زملاءها بعض الشيء في آرائهم، وأكدت أن معظم الكتّاب لا يملكون الكثير المال، ولذلك قد يكون سبب سعيهم إلى نيل جائزةٍ ما ليس الشهرة بل الحصول على القيمة المادية للجائزة التي تساعدهم في التفرغ للكتابة وزيادة الانتاج الأدبي، مضيفة أن قيمة معظم الجوائز رمزية، وبالتالي لا يمكنها أن تنقل الكاتب إلى الثراء، كما أن كثرة الجوائز دفعت ببعض الكتاب إلى تغليب الكم على الجودة، ولكنها أيضاً أدخلت الشباب في دائرة التحدي، وأصبحت عامل جذب لهم للدخول إلى عالم الكتابة.