قالت مؤلفة الروايات البوليسية البريطانية كارين ميلي جيمس إن جائحة كورنا، منحتها متسعاً من الوقت لمواصلة تأليف روايتها البوليسية الثالثة، وأكدت أن انتشار الجائحة وتداعياتها دفع الكثير من الكتّاب إلى استئناف مشاريع الكتابة والتأليف، كما أخضع الجميع إلى إعادة تقييم الأوضاع الراهنة، وما يحدث يومياً من فقدان أشخاص لحياتهم جراء الفيروس، وإصابة آخرين به، يقود إلى إعادة التفكير بالسلوكيات والأولويات في الحياة، ويفرض على الجميع تقدير الفرص والنعم.
وشددت كارين خلال مشاركتها في جلسة حوارية عن بُعد ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020، على دور الأفراد في المجتمع، وأهمية ما يقدمونه عبر أعمالهم المختلفة، كالكاتبة التي تتناول قضايا ذات تأثير على واقع الناس، وتسهم في زيادة وعيهم، وتثري معارفهم حول قضايا تمس أسرهم وواقعهم، كجرائم أصحاب المهن الراقية، والجرائم المالية، والمعاملات العابرة للحدود، التي تناولتها في رواياتها الثلاث.
وحول أدواتها في تأليف الرواية البوليسية، بيّنت الكاتبة أنها تركز على الجانب الأخلاقي المستند إلى مبدأ الجريمة والعقاب، وأن المجرم يجب أن ينال عقابه، بالإضافة إلى محاولتها إبراز الزوايا النفسية التي تقود إلى ارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها.
وأكدت أن التخصص في مجال أدب الجريمة، يتطلب بحوثاً متعمقة لا ترتبط بالجانب المالي فحسب، بل بمختلف التأثيرات، والتداعيات، كما يتطلب بعداً إنسانياً يدفع إلى إظهار الجانب الأخلاقي، للمساهمة في تعزيز وعي المجتمع، وإظهار الآثار السلبية الكبيرة الناتجة عن أفعال مرتكبي الجرائم.
تحديات الكتابة المسرحية
بدورها أكدت المخرجة والكاتبة المسرحية اللبنانية لينا خوري خلال مشاركتها في ذات الجلسة أن تراجع العمل المسرحي والسينمائي في لبنان، يرجع إلى الظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، مشيرة إلى أن المسرح والسينما من الأدوات المهمة في طرح القضايا المجتمعية، ووضع التصورات والحلول المتوقعة لها.
ووصفت خوري الكتابة المسرحية بالمهنة الأصعب، التي تحتاج إلى ظروف مواتية، يصاحبها أدوات مهمة كالبعد الزمني، خصوصاً عند تسليط الضوء على أزمة معينة، أو جائحة، كونها تحتاج إلى معالجة كاملة ونظرة شاملة، لتجنب الوقوع في الخطأ الذي يعتبر كارثياً في الأعمال المسرحية ذات التوجه المجتمعي.
وأشارت إلى أن الأوضاع الراهنة التي يعيشها العالم، يضاف إليها الأزمات التي يمر بها لبنان، تفرض على المعنيين بأدب المسرح اللبناني تحديات كبيرة، تحول دون توفير العناصر والأدوات المطلوبة للإبداع والتأليف والعرض المسرحي.
واختتمت خوري حديثها بالقول: “المسرح يعني لي رسالة وطريق نحو تعزيز الوعي الثقافي والفكري في المجتمع، والنجاح الذي أحققه يقاس بمدى التأثير الإيجابي للعمل المسرحي على الناس، ومدى مساهمته في خلق حالة من الوعي والإدراك لواقع معيّن أو أزمة ما، أو حالة فساد”.