في خضم محاولات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستمرار الانقسام في بريطانيا حول اتفاقية الخروج من الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم “بريكست”، وسعي قاطني لندن للتعافي من عواقب هجوم إرهابي آخر ضرب المدينة، والفضائح التي تعصف بمالطا، واتهام الصين بممارسة عمليات غسيل الدماغ لمسلمي الإيغور داخل معسكرات الاعتقال الجماعية، والحديث الذي لا ينقطع عن قضية تغير المناخ، قد يشعر المرء بالإحباط … بل وباليأس أيضاً.
تَرُدُّ الروائية والكاتبة وناشطة حقوق الإنسان التركية إليف شفق على هذه الأحداث بمانيفستو يحمل عنوان “كيف تحافظ على توازنك في عصر الانقسامات”، فيما قام جوني جيلر من وكالة كيرتس براون الأدبية في لندن ببيع حقوق النشر باللغة الإنجليزية في دول الكومنولث إلى سيسيل جايفورد من دار بروفايل بوكس لنشر العمل في شهر يوليو عام 2020. ومن المنتظر أن تنشر بروفايل بوكس العمل بالتعاون مع ويلكم كولكشن وهو متحف ومكتبة في لندن تختص بمجالات العلوم والطب والفن.
وبينما يُرْسَل العمل القصير للطباعة، لم يتم بيع حقوق النشر باللغة العربية، ولكن دايزي ميريك من كرتيس براون أكدت أنّ رنا إدريس مدير دار الأدب في بيروت بلبنان، وهي الدار التي طالما نشرت أعمال شفق بالعربية، سيكون لها حق الأولوية في شراء العمل.
ترى إليف أننا منذ عشرين عامًا كنا نعيش في عصرٍ من التفاؤل بدت خلاله البشرية وكأنها هزمت الفاشية وسادت فيه الديمقراطية الليبرالية. فيما قالت دار النشر: “تحولت الأمور في عصرنا الحالي 180 درجة، فأصبحنا نعيش اليوم في عصر التشاؤم، وفي صرخة مدوية لاستعادة الأمل، تتحرى أليف شفق دور الكتابة في تعزيز الديموقراطية والتسامح والتقدم، وتبحث في الأسئلة المُلِحَّة لعصرنا مستندةً إلى تجربتها الشخصية وأحاديثها على منصة “تيد” في محاولة منها لنشر الأمل والبحث عن الحقيقة”.
وقالت إليف: “مع زيادة الاستقطاب في العالم الذي تؤرقه الاضطرابات والمخاوف وتسيطر عليه النزعات القبليّة، حان الوقت كي نلجأ إلى فن الحكاية للتحلي بالحكمة وتحقيق التواصل ونشر روح التآخي والتفاهم التي نحتاج إليها”.
وقال جايفورد من دار بروفايل بوكس: “تعد أليف صوتًا ملهمًا استثنائيًا حتى في أفضل الأوقات – والآن في ظل وقت قد يكون الأسوأ على الإطلاق – تُقَدِّم كلماتها ملاذًا لنا جميعًا. إننا نشعر بفخرٍ شديد لنشر كتاب كيف تحافظ على توازنك في عصر الانقسامات”.
لعله شهر مشرق لشفق – فقد فازت روايتها 10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب (لدار نشر فايكينج بالمملكة المتحدة) بلقب “كتاب العام” في تصويت أجرته بلاكويل حول الكتب الأكثر مبيعًا في المملكة المتحدة. وتعقيبًا على هذا الخبر السار قالت شفق: “يسعدني أن تحظى رواية 10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب بلقب “كتاب العام” لدار بلاكويل، وعسى أن يكون 2020 عاماً لسرد الحكايات!”.