يواصل فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” تأثيره السلبي على قطاع النشر في العالم، حيث وصل القارة الأوروبية، وتحديداً مكتبة “شكسبير آند كومباني” في العاصمة الفرنسية باريس، وهي من أشهر المكتبات المستقلة في العالم، والتي أغلقت أبوابها مؤخراً، ونشرت على موقعها الإلكتروني بياناً جاء فيه: “وفقًا للتدابير التي أعلنتها الحكومة الفرنسية للحد من انتشار فيروس “كوفيد-19″، سيتم إغلاق المكتبة والمقهى حتى إشعار آخر. سنوافيك بالمستجدات مع تطور الموقف. حتى ذلك الحين، ابقَ في المنزل، وكن آمنًا، واقرأ الكتب”.
وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، أصدر الاتحاد الأوروبي والدولي لبيع الكتب بيانًا قويًا دعا الحكومات إلى حماية ودعم المكتبات. وقال: “مع استمرار انتشار وباء فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، تفرض العديد من البلدان تدابير صارمة لمحاولة احتوائه. في دول مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، تم إغلاق جميع المتاجر التي تعتبر غير ضرورية، ومن بينها متاجر الكتب. هذا الإغلاق المقرر للمكتبات يشكل تهديدًا للاستدامة المالية للعديد من الشركات العاملة في بيع الكتب”.
وأضاف بيان الاتحاد: “تعد صحة وسلامة جميع الأشخاص والمجتمعات أولوية قصوى للجميع، ولكننا بحاجة إلى إدراك تأثير الإغلاق المطول على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على الوجود الفعلي للعملاء. يقدم بائعو الكتب مساهمة مهمة للمجتمعات والمجتمع ككل من وجهة نظر تعليمية وثقافية ومالية. نناشد الحكومات في جميع أنحاء العالم أن تتذكر أهمية الكتب في مجتمعنا، والتأثير الإيجابي لبيعها على المجتمعات المحلية، وتقديم الدعم والمساعدة المالية لحماية هذه الصناعة. من المهم أن نقف معًا في هذه الأوقات الصعبة، لأننا فقط من خلال دعم بعضنا البعض سنخرج أقوى في النهاية”.
أما في أستراليا فإن متاجر الكتب مازالت مفتوحة حتى الآن. وقال روبي إيجان، الرئيس التنفيذي لاتحاد بائعي الكتب الأستراليين، إنه ينتظر توضيحات بشأن ما إذا كانت المبادئ التوجيهية التي وضعتها الحكومة للوقاية من فيروس كورونا ستشمل اشتراطات معينة لبائعي التجزئة مثل المكتبات، لكنه أكد أنه سيطالب بإعفاء متاجر الكتب من الإغلاق في حالة قررت حكومات الولايات إغلاقها، باعتبارها تندرج تحت مصطلح “الخدمات غير الضرورية”.
وفي بريطانيا، قال أنتوني فوربس واتسون، المدير الإداري لشركة بان ماكميلان: “من الواضح أن الوضع صعب وسيزداد سوءًا إلى حد كبير قبل أن يتحسن، ولا نعرف متى سيحدث هذا التحسن. يُظهر فريقنا نهجًا إيجابيًا واحترافًا نموذجياً، وقد تكيّف بسلاسة مع العمل عن بُعد. نحن نواصل طباعة كتبنا ونشرها بكل الطرق الممكنة، وأنا ممتن للغاية لعمال الطباعة وموزعينا وفرق النشر لدينا على ثباتهم والتزامهم. سنستمر في التواصل مع تغيّر الظروف. نحن ممتنون لجميع أصحاب المصلحة لدعمهم الكبير والمستمر”.