أصبح معرض الرياض الدولي للكتاب ضحية جديدة لفيروس “كورونا”، فبعد أن كان من المقرر إقامته في الفترة ما بين 2 إلى 11 أبريل 2020، قررت وزارة الثقافة السعودية تأجيله إلى العام 2021 احترازياً وحرصاً على سلامة زوار المعرض والعاملين فيه من الجنسيات كافة.
وقالت الوزارة في بيان صحفي: “تقرر تأجيل موعد انعقاد الدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب لأسباب وقائية تتعلق بفيروس كورونا (كوفيد-19) واستجابة للتوصية الصادرة عن اللجنة المشكلة برئاسة وزير الصحة التي أوصت بتأجيله لما يترتب عليه من مخاطر صحية”.
ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب واحداً من أهم معارض الكتب العربية من حيث عدد الزوار وحجم المبيعات وتنوع برامجه الثقافية، وكان لديه هذا العام شعار مبتكر يتكون من اسم المدينة مرسوماً على شكل كتب مكدسة فوق بعضها البعض، مع استخدام نفس ألوان شعار وزارة الثقافة ليكون معبّراً عن هوية ومحتوى المعرض.
يأتي إلغاء معرض الرياض في أعقاب قرارات مماثلة اتخذتها العديد من المعارض الكبرى في العالم، ومن بينها معرض لندن للكتاب، ومعرض باريس للكتاب، ومعرض تايبيه للكتاب في تايوان، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض لايبزيغ للكتاب في ألمانيا. كما تم تأجيل معرض بولونيا لكتاب الطفل في إيطاليا حتى شهر مايو 2020.
ويواجه معرض إكسبو للكتاب في نيويورك، والمقرر عقده في مايو 2020، احتمال التأجيل أيضاً. وقالت الجهة المشرفة على تنظيم المعرض: “واجه العديد من منظمي الفعاليات الكبرى خارج الولايات المتحدة قرارات صعبة بشأن المضي في تنظيم فعالياتهم، ونحن نتفهم تأثير هذا الفيروس على صناعة النشر ونريد أن نكون استباقيين وشفافين”.
وقالت جينفر مارتن، مديرة الفعاليات لإكسبو للكتاب وإكسبو المؤتمر المصاحب له: “سيستمر هذا الحدث في الموعد المخطط له، من 27 إلى 31 مايو 2020. لا نتوقع أي تغييرات أو تأخير في حدثنا. مهمتنا هي خدمة عملائنا بأفضل ما نستطيع، ونخطط لتوفير مكان لممارسة الأعمال التجارية في هذه الأوقات الصعبة. تعتمد صناعة النشر على الاتصالات الشخصية – ويعتمد الكثيرون على العلاقات التجارية المهمة التي تتم خلال معرض إكسبو للكتاب، وسنستمر في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان إقامة هذا الحدث المهم للجميع في موعده”.
وأضافت: “تحضيراً لإقامة المعرض، تواصل ريد للمعارض وشركائها مراقبة تطور وانتشار فيروس “كوفيد-19″ يومياً، ونتبع الإرشادات والاحتياطات التي تقترحها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوكالات الحكومية الفيدرالية والمحلية الأخرى، بما في ذلك وكالة الصحة في مدينة نيويورك التي تقدم تحديثات حية يومية”.
ورغم هذا التفاؤل وثقة إدارة معرض إكسبو للكتاب من أن الحدث الأهم لصناعة النشر في الولايات المتحدة سيقام في موعده، إلا أن مستجدات فيروس كورونا وتأثيراته تتطور كل يوم، وهو ما يسبب توتراً كبيراً لأي شخص يشارك في تنظيم حدث كبير مرتبط بالكتاب، ناهيك عن حضوره، ولا أحد يمكنه توقع ما سيحدث خلال الأيام المقبلة.