وجد الروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح، الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2021، نفسه محاطاً بحشود غفيرة من الجماهير، التي التفت حوله لالتقاط صور تذكارية مع الكاتب المعروف بنبرة حديثه الهادئة والذي يزور منطقة الخليج العربي للمرة الأولى للمشاركة في مؤتمر الناشرين ومعرض الشارقة الدولي للكتاب هذا الأسبوع.
وشهد اليوم الثاني من مؤتمر الناشرين الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين، جلسة نقاشية حول إنهاء حقبة استحواذ الكُتّاب الغربيين على جائزة نوبل، والتأثير المتزايد للكُتّاب الأفارقة. واستمع قرنح خلالها إلى حديث زميلته النيجيرية الكاتبة لولا شونيين التي شنت هجوماً لاذعاً على الناشرين الغربيين، وقالت: “أنا أيضاً ناشرة في نيجيريا، ولا أخفيكم أنه عندما يصدر كتاب أفريقي في الغرب، يكون شراء حقوقه من أعقد الأمور؛ والناشرون في المملكة المتحدة يتحملون الجزء الأكبر من هذا التقصير”.
وأضافت: “لا أدري كيف يستبيح الناشرون الغربيون حجب الحقوق عن الناشرين الأفارقة. أعتقد أن هذا السلوك يستدعي منا إعادة النظر في ديناميات القوة، ومن ثم حملهم على التخلّي عن هذه الحقوق في نهاية المطاف. لا نريد أن تكون المطالبة بحقوق نشر الكتب على غرار المطالبة بإعادة القطع الأثرية المعروفة ببرونزيات بنين”.
وكان من أبرز الذين سارعوا إلى التقاط صور مع قرنح الكاتبة الكينية إيفون أدهيامبو أوور، التي حظيت هي الأخرى بفرصة إلقاء كلمة معبّرة. وقالت مخاطبة قرنح من المنصة: “شكراً لك على إنهاء استعمار نوبل”، وهي العبارة التي قوبلت بتصفيق حاد من الجمهور.
وفي وسط هذه المناقشات الحادة التي شهدتها الجلسة، أشادت جولي أتريل، رئيسة قسم حقوق النشر في دار جون وايلي البريطانية، بمعرض الشارقة الدولي للكتاب ونجاحه المتفرّد في عرض قضايا النشر والناشرين، قائلة: “هذه هي المرة الحادية عشرة لي هنا. إنهم يقومون بعمل رائع في كل مرة، وما دفعني إلى المجيء إلى المعرض هو أنني أقوم بأعمال قوية هنا، وأرى أشخاصاً لن أراهم في مكان آخر. لقد أتاح لي المعرض بيع كل شيء لدينا، بداية من أبرز أعمالنا، مثل كتب فيليب كوتلر في فن التسويق، حتى أنني تمكنت من بيع حقوق كتاب غامض نشرناه في التسعينيات من القرن الماضي في مجال العلوم الاجتماعية… بعته للتو إلى ناشر سوري. لا يوجد مكان آخر يمكنني القيام فيه بذلك”.