قدم ناشرون من عشرين دولة صفقات مكوّنة من ستة أرقام لكتاب من تأليف متطوع لدى منظمة “ساماريتانز”، المتخصصة في تقليص حالات الانتحار، بعد تجاهل الوكلاء الأدبيين لعمله في البداية.
قام الفنان والكاتب المغمور جيمس نوربري، البالغ من العمر 44 عاماً، بنشر كتابه الذي يضم مجموعة من الرسومات لصديقين غير متوّقعين، وهما دب الباندا والتنين، تصحبها أقوال حول معاني وقيمة الحياة.
وساعدت رسوم وأقوال نوربيري في رفع معنويات الأشخاص الذي كانوا يرغبون بالانتحار، نظراً لأنها مستوحاة من ظروف المتصلين به أثناء تطوعه في منظمة “ساماريتانز” التي تركها مؤخراً.
وقال نوربيري: “أتلقى الكثير من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل العادية التي تخبرني بمدى مساعدة تلك الرسوم لهم، حتى أن بعض الأشخاص أكدول لي أنهم لم ينتحروا لأن الصور منحتهم طرقاً جديدة للنظر إلى مفاهيم الحياة. إذا كان هذا نتيجة لرسوماتي، فهذا كل ما يهم”.
تدور رسومات الكتاب بعنوان “الباندا الكبير والتنين الصغير”، والذي سيتم نشره في بريطانيا من قبل دار “مايكل جوزيف” التابعة لمجموعة “بنغوين” بتاريخ 16 سبتمبر 2021، حول صديقين تمكنا من التغلّب على عقبات الحياة سوياً، بعدما ضلا طريقهما في أماكن متعددة، لكنهما اكتشفا مشاهد جميلة كان سيصعب عليهما الوصول إليها لو سارا في الطريق المخطط له.
قضى نوربيري عامين بمنظمة “ساماريتانز” في التحدّث إلى المتصلين حول العديد من الأمور بما في ذلك الاكتئاب والانتحار، وقال: “أحد الأسباب التي دفعتني إلى بدء الرسم هو شعوري بإحساس الناس لأنني أفهم الحزن”.
بعد نشر رسوماته على “انستغرام” ومتابعته من قبل ثلاثة أشخاص فقط، ظن نوربيري أن محاولته لم تُثر اهتمام أحد، لكن الحظ تحوّل فجأة لصالحه، وسرعان ما غمرته طلبات استخدام رسوماته في الأجندة السنوية والبطاقات البريدية. كان الاهتمام الكبير دافعاً لنشر كتابه بنفسه، وسرعان ما أتته الكثير من الطلبات التي صعب عليه التعامل معها وحده.
نتيجة لذلك، أرسل نوربيري بريداً إلكترونياً إلى وكالتين أدبيتين، واحدة منهما كانت “إيف وايت” في لندن، حيث قدم أحد العاملين فيها ويدعى لودو سينيلي عرضاً للناشرين للحصول على حقوق الكتاب، ما أثار اهتمامهم الكبير، لدرجة أن أكثر من 20 دار نشر أبدت استعدادها لنشر الكتاب.
المصدر: نقلاً عن “الجارديان” بتصرف