لا تزال الحقوق العربية لكتاب “تحذير”، الذي يُشكل فضيحة البيت الأبيض المُزمع نشرها بواسطة “توليف” التابعة لمجموعة النشر والتوزيع “هاشيت” في الولايات المُتحدة الأمريكية ومجموعة النشر والتوزيع “ليتل براون” في المملكة المتحدة بتاريخ 19 نوفمبر 2019، متاحاً للناشرين في العالم العربي. وسبق بيع كتاب سابق حول أسرار وفضائح البيت الأبيض “نار وغضب” لمايكل وولف إلى شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في بيروت، وكان من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم.
وكتاب “تحذير” من تأليف مسؤول في البيت الأبيض لم يفصح عن اسمه، وهو، على حد قول الناشر، ضمن المعارضين لحكومة ترامب. وبدأ الأمر بمقال مشهور في جريدة نيويورك تايمز، انتقد فيه الكاتب الرئيس. وكتب: “أصل المشكلة لا أخلاقية الرئيس، وكل من يعمل معه يعلم أنه لا يتصف بأي مبادئ أولية تحكم قراراته”.
واستطرد قائلًا: “على الرغم من انتخابه ممثلًا للجمهوريين، إلا أن الرئيس يظهر التزامًا بالمُثل التي تبناها المحافظون طويلًا: العقول الحرة، والأسواق الحرة، والشعب الحر. وفي أفضل الظروف، يستحضر هذه المثل في الخطابات المكتوبة، وفي أسوأ الظروف، يهاجمها بشكل مباشر. وبالإضافة إلى ترويجه لفكرة أن الصحافة “عدو الشعب”، تعتبر توجهات الرئيس ترامب بشكل عام معادية للتجارة ومناهضة للديموقراطية”.
ومما يجعل رأي الكاتب أكثر قوة هو حقيقة أنه ليس انتقاديًا على الدوام. ففيما يبدو أن الكاتب ديموقراطيًا -لأنه من بين كبار مسؤولي الحكومة – وقد ذكر أن هناك “جوانب مشرقة لم تتمكن الحوادث السلبية شبه المستمرة للحكومة من تغطيتها: مثل إلغاء الضوابط التنظيمية، والإصلاح الضريبي التاريخي، وزيادة القوة العسكرية،.. إلخ”.
ولكن الرئيس أكد أن المقال – ثم الكتاب – يُمثلان “خيانة”، وقد حدث تبادل للخطابات بين وزارة العدل ووكيل الكاتب المجهول، مات لاتيمر في واشنطن العاصمة – في وكالة جافلن. وتسعى وزارة العدل إلى معرفة ما إذا كان المؤلف وقع اتفاقية عدم إفصاح وكان لديه حق الوصول إلى المعلومات السرية. لكن المحامين يقولون إنه سيكون من الصعب على البيت الأبيض مقاضاة صاحب البلاغ حتى لو كان هذا الشخص وقع اتفاقية عدم الإفصاح؛ ويزعمون أن هذه الاتفاقيات صعبة التنفيذ والأكثر هو أنه يمكن تفسير كتابات المؤلف بأنها في الصالح العام.
من ناحيتها قالت جيسيكا أيهليفينسون، الأستاذة في كلية لويولا للقانون: “تختلف هذه الاتفاقيات حين تبرم مع الأفراد عن إبرامها مع مؤسسة، لأن التعديل الأول يحمي المواطنين من قمع الحكومة”.
وفي مقر وكالة جافلن، قال مات لاتيمر: “المؤلف يعرف أن الرئيس عازم على كشف المخبرين من حاشيته. وهذا أحد أسباب تأليف الكتاب. ولكننا ندعم الناشر في قراره من أن جهود الحكومة لترويع وكشف المسؤول تعد إساءة كبيرة، لكنها لن تمنع انتشار الكتاب”.
وفي أمريكا، باع أيضًا الناشر “شون ديسموند” حقوق النشر بالفرنسية والإسبانية. والآن، ينتظر بائعو الكتب على جانبي المحيط الأطلسي وصول كتاب من المؤكد أنه سيزيد “الثورة والغضب” من البيت الأبيض – وربما تحدث ثورة مبيعات يستفيد منها الناشرون.