فازت المترجمة والأكاديمية الأمريكية كاي هايكينن، الأستاذة في كلية اللغة العربية بجامعة شيكاغو، بجائزة سيف غباش بانيبال للترجمة الأدبية من العربية إلى الإنجليزية لعام 2020 عن ترجمتها لرواية “مخمل”، للكاتبة الفلسطينية حزامة حبايب، الصادرة عن دار “Hoopoe Fiction” ومطبوعات الجامعة الأميركية بالقاهرة.
وستحصل هايكينن على جائزة وقدرها 3000 جنيه إسترليني في حفل توزيع الجوائز الافتراضي الذي تستضيفه جمعية المؤلفين بالمملكة المتحدة في 11 فبراير المقبل.
وجاء في قرار لجنة التحكيم: “تستحق هايكينن أقصى درجات الثناء والإشادة على ترجمتها المرهفة لرواية “مخمل”، للكاتبة حزامة حبايب، التي صدرت بالعربية في عام 2016. الرواية قصة مكثفة مفعمة بالحيوية، عن حياة امرأة تعيش في مخيم للاجئين الفلسطينيين، تروي بحساسية شديدة نظرتها نحو العالم المأساوي لها كامرأة ولكن قبل كل شيء لتحديها المزعج والبطولي للواقع. وفي أحد مستوياتها، تعتبر الرواية دراسة عن رهاب الفقر والقمع، وعن الحياة اليومية التي تخلو من الرقة والحنان، وقبضة الأسرة والنظام الأبوي الخانق. ومع ذلك، تُبزر قوة أحلام الفرد وإمكانية الحب والهروب، لتبدو بمجملها انتصار للخيال على الحياة الرتيبة”.
من ناحيتها، أشادت حبايب بترجمة هايكينن قائلة: “إنها جائزة مستحقة لكاي هايكينن، التي قامت بعمل رائع في نقل الرواية إلى اللغة الإنجليزية. كنت محظوظة للغاية لأن كاي تعمل في الترجمة، والتزمت في عملها بالتفاني، والتعامل مع النص بقلب وعقل منفتحين”.
تحكي الرواية قصة حوا، التي عاشت في المخيم منذ أن كانت طفلة. وتدور الأحداث في يوم واحد من حياة بطلتها، التي تضع خططاً لتبدأ حياة جديدة قد تنتشلها من المخيم. وبين ثنايا ذلك، تسترجع ذكرياتها عن الماضي: قصص عائلتها وطفولتها. وفي الرواية قوة هائلة وجمال عظيم، ثرية بالتفاصيل، تحكي عن نساء المخيم، وعن لحظات الفرح والطمأنينة وسط الظلم والأسى.
وكانت حبايب، قد ولدت ونشأت في الكويت، حيث بدأت كتابة ونشر قصص قصيرة، وقصائد ومقالات صحافية عندما كانت طالبة في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها. وعندما اندلعت حرب الخليج في عام 1990، انتقلت إلى الأردن، حيث اشتُهرت ككاتبة قصة قصيرة. نُشرت روايتها الأولى “أصل الهوى” عام 2007، وحظيت بإشادة واسعة من النقّاد. أما روايتها الثانية “قبل أن تنام الملكة” الصادرة عام 2011، فقد وصفها النقّاد بأنها رواية ملحمية عن الشتات الفلسطيني. ونُشرت روايتها الثالثة “مخمل”، التي نالت عنها جائزة نجيب محفوظ للأدب في ديسمبر 2017، لأول مرة باللغة العربية في بيروت عام 2016، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
وتتولى جمعية المؤلفين في المملكة المتحدة إدارة جائزة سيف غباش بانيبال، مع عدد من الجوائز المرموقة للترجمات الأدبية، من الهولندية، والفرنسية، والألمانية، واليونانية، والعبرية، والبرتغالية، والإيطالية، والإسبانية.
ويقوم عمر سيف غباش وعائلته، برعاية الجائزة ودعمها، إحياء لذكرى والده الراحل سيف غباش، من خلال إطلاق اسمه على الجائزة. وكان الراحل سيف غباش، من الشخصيات الدبلوماسية والفكرية المهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن عشاق الأدب العربي والآداب الأخرى.