استضاف مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي في دورته الأولى التي اختتمت يوم 27 يناير 2025، الروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح، الحاصل على جائزة نوبل للآداب 2021، خلال أمسية أدبية أدارتها الكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف، لاستكشاف عوالم قرنح الأدبية المدهشة، والموضوعات المختلفة التي يتناولها في رواياته، وخاصةً روايته “حياة لاحقة” التي تميّزت بتعمقها في قضايا إنسانية كبرى.
وأكد قرنح أن الأدب الحقيقي يحمل رسالة عالمية تتجاوز الحدود، فهو يخاطب الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم أو مواقعهم، وتابع: “ما نحتفل به الليلة هنا في الشارقة هو أننا نقول هذا نحن، هذه هي أصواتنا، ونحن نخاطب أشخاصاً، بعضهم ليسوا من إفريقيا، هذا هو دور الأدب، أن يتجاوز الحدود، وأن يخاطب الجميع”.
وأشار أديب نوبل إلى أن إفريقيا ليست مجرد مفهوم بسيط أو موحد، بل هي قارة متعددة الثقافات، واللغات، والهويات، وأضاف: “في بعض الأحيان، يكون من السهل التحدّث عن إفريقيا وكأن هذا المصطلح يمكن أن يُعبّر عن شيء بسيط أو محدد، لكن في الواقع، إفريقيا تعني أشياء كثيرة، تعني تنوعاً كبيراً، ومن المهم دوماً أن نهتم بالتفاصيل وألا نبسّط الأمور أو نعممها”.
وتطرّق عبد الرزاق قرنح إلى تطور الشخصيات في رواية “حياة لاحقة”، وتغيّرها نتيجة اكتسابها للمعرفة، مثل شخصية حفصة التي تغيّرت بعد أن تعلّمت القراءة والكتابة، وكيف أحدث تعلّم حمزة للغة الألمانية تغييراً جذرياً في حياته، فالتعليم والكتابة كانا محوراً للتغيير في حياة كل شخصية تقريباً، وأضاف “أنا أكبر المتفائلين بقدرة التعليم على التغيير”.
ولفت قرنح إلى أنه ينهل حكاياته من معين جدته وأمه وعماته وخالاته وغيرهنّ من النساء في البيت الذي نشأ فيه في طفولته، وعن هذا الأمر أوضح “لم يكن الرجال يروون لنا القصص، بل كانت النساء هن من يفعلن ذلك، وغالباً ما كانت القصص مليئة بالتفاصيل والمواقف التي تركت أثراً عميقاً فينا كأطفال”، وأشار إلى أن القصص التي رُويت في طفولته لم تكن مجرد وسيلة للترفيه، بل كانت تُستخدم لفهم العالم.