القراءة فعل ممتع لمحبي الكتب، لكن محكمة بريطانية حولتها إلى عقوبة على فعل خاطئ، حيث حكمت على شاب متعاطف مع النازية قام بتنزيل تعليمات عن صنع القنابل من مواقع الإنترنت بقراءة روايات كلاسيكية بما في ذلك “كبرياء وتحامل” لجين أوستن بدلاً من السجن.
وأخبر القاضي الشهير تيموثي سبنسر الشاب البالغ من العمر 21 عاماً ويُدعى كيو سي بن جون، أن بإمكانه البقاء خارج السجن طالما أنه يبتعد عن أدب تفوق العِرق الأبيض، ويقرأ كتباً ومسرحيات لجين أوستن، وويليام شكسبير، وتوماس هاردي، وتشارلز ديكنز.
وسيتعيّن على الطالب السابق في جامعة دي مونتفورت بمدينة ليستر في إنجلترا، العودة إلى المحكمة كل أربعة أشهر ليختبر القاضي قراءته ويتأكد من تنفيذه للعقوبة بعد أن تجنب السجن في واحدة من أغرب قضايا التعاطف مع النازية التي شهدتها أروقة المحاكم البريطانية.
وكانت الشرطة قد ألقت القبض على جون بعد أيام من عيد ميلاده الثامن عشر، وتم وضعه تحت المراقبة، ولكنه استمر في تنزيل وثائق مؤيدة لليمين المتطرف بالإضافة إلى كتيب يحتوي على تعليمات حول صنع القنابل، كما قرأ مقالات عن النازيين وكتب رسالة غاضبة ضد المهاجرين والليبراليين.
في 11 أغسطس الماضي، أدانته هيئة محلّفين بحيازة معلومات يحتمل أن تكون مفيدة في التحضير لعمل إرهابي، وطالبت بإيقاع العقوبة القانونية عليه والتي تصل إلى السجن لمدة 15 عاماً كحد أقصى. لكن الحوار الذي دار بين جون والقاضي، دفع الأخير إلى اقتراح إلغاء العقوبة مقابل قراءة بعض الروايات الشهيرة، واختباره فيها، للتأكد من أنه قضى وقته فعلاً في القراءات المفيدة.
وكان جون يدرس في قسم علم الإجرام بجامعة دي مونتفورت عندما ألقي القبض عليه، بعد أن لفتت آراؤه المتطرفة انتباه السلطات منذ يناير 2018.