تعتزم شركة الأفلام المستقلة “ذي إنك فاكتوري” تحويل رواية “طبيب الحرب” إلى فيلم سينمائي، وهي عبارة عن مذكرات كتبها الجراح البريطاني الشهير ديفيد نوت وتصدّر بها قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في العالم على مدى أسابيع متتالية. ومن المتوقع أن يسهم الفيلم السينمائي المرتقب في زيادة مبيعات الكتاب الذي لاقى بالفعل نجاحًا باهرًا منذ طرحه في الأسواق، بل وقد تثمر الفكرة عن ترجمة الرواية ونشرها باللغة العربية.
كان نوت الذي يعمل جراحًا بمستشفيات لندن قد قرر التطوع للعمل لبضعة أسابيع كل عام في بعض أكثر مناطق الحرب خطورة في العالم وفي أماكن الأزمات الإنسانية المدمرة، وكانت له إسهامات تطوعية منذ العام 1993 في كل من غزة، والعراق، وليبيا، وسيراليون، وأفغانستان، والبوسنة، وتشاد، ودارفور، وهايتي التي ضربها الزلزال، والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا. كما ساهم بين عامي 2013 و2014 في تدريب ومساعدة طلاب الطب وغيرهم من الأطباء على إجراء عمليات جراحية في منطقة شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة.
ونُشرت مذكرات نوت في فبراير 2019 من قبل دار “بيكادور” للنشر في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، لتتصدر منذ ذلك الحين قائمة “صنداي تايمز” للكتب الأكثر مبيعًا على مدى ستة أسابيع متتالية. يحكي الكتاب تجارب نوت في سراييفو تحت الحصار في عام 1993، وقصصًا واقعية دارت رحاها في المستشفيات السرية في شرق حلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة، حيث أجرى عمليات جراحية ميدانية لإنقاذ آلاف الأرواح في ظروف بالغة الصعوبة.
لكن المفارقة أن أحدًا من الناشرين العرب لم يتقدم بعد للحصول على حقوق نشر الكتاب باللغة العربية، رغم أن أجزاء كبيرة من الكتاب تتناول تجربة نوت في مناطق النزاع العربي التي استخدم فيها كتاب “كلمني عربي مزبوط” (الذي نشره قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة) لمساعدته على تعلم اللغة العربية، بحسب ما أخبر به هيئة الإذاعة البريطانية. ومع ذلك، يأمل الكثيرون في خروج نسخة عربية للكتاب بعد عرض الفيلم المقرر بدء إنتاجه في عام 2020.
ولم يتم الكشف حتى اللحظة عن أي تفاصيل تتعلق بممثلي الفيلم أو من سيكتب له السيناريو، لكن المؤكد أن شركة “ذا إنك فاكتوري” هي من سيتولى تمويل وإنتاج الفيلم الذي تشارك فيه زوجة نوت، كمنتج تنفيذي إلى جانب المنتج توم ناش. ومن جانبه، قال ناش: “لا شك في أن كتاب “طبيب الحرب” يتمتع بحس سينمائي طاغٍ من الوهلة الأولى. إنها قصة بطولة حديثة بدا فيها نوت شجاعًا إلى أقصى حد، رغم أنه كان صادقًا جدًا بشأن ضعفه”.
من ناحيته قال نوت: “أثق تمامًا في إمكانيات “ذا إنك فاكتوري” وقدرتها على تحويل كتابي إلى فيلم سينمائي وأتطلع إلى خروج هذا العمل إلى النور. لم أتوقع على الإطلاق أن تتحمس “ذا إنك فاكتوري” لتحويل الكتاب إلى فيلم مثير يتناول الجانب الإنساني في جوهره”.