قامت تلميذتين أمريكيتيّن عراقيتيّن بتأسيس منظمة للترويج لعدد أكبر من الشخصيات المسلمة في روايات الشباب. وكانت مينا وزينة ناصري اللتان تبلغان من العمر 14 و15 سنة على التوالي قد أسستا “فتيات الهلال” في أبريل 2018 ونجحتا بالفعل في الحصول على ما يقرب من 200 تبرع لمكتبات المدارس المحلية في مسقط رأسهن ميشيغن من خلال جمع التبرعات المختلفة ومعارض الكتب وحملات التبرع بالطعام، فضلاً عن مساهمات الأصدقاء والجيران.
وقالت مينا، البالغة من العمر 14 عامًا: “تبلورت الفكرة في أذهاننا بعدما طُلب منا أن نبحث ونعد عرضاً تقديمياً حول شخصية ننظر إليها باعتبارها قدوة ومثلاً أعلى لنا. ذهبنا إلى مكتبتنا العامة المحلية وكنا نضع في حسباننا بعض النساء المسلمات ممن يمثلن قدوة كبيرة لنا، ولكننا لم نتمكن من العثور على أي كتب حولهن. وفي وقت لاحق، بدأنا ندرك أن الشيء نفسه يتكرر في مهام أخرى طلب منا القيام بها، حيث كان هناك نقص في الكتب عن الفتيات المسلمات.”
وأضافت مينا أنها وجدت نفسها منجذبة بقوة إلى شخصيات رواية “الخطوط التي نعبرها” للكاتبة رندة عبد الفتاح :”كان الشعور الذي شعرنا به عند القراءة عن شخصيات تشبهنا لا يوصف، وقد أدهشنا أننا لم نجرب ذلك الشعور من قبل، وهذا ما دفعنا إلى تأسيس فتيات الهلال”.
وتهدف جمعية فتيات الهلال إلى “توفير الكتب التي تتناول شخصيات مسلمة في كل فصل دراسي بالمدارس الابتدائية الثلاثة عشرة في منطقتهن. أما الفتاتيّن فيسعيّن على المدى الطويل إلى نشر هذه المبادرة على مستوى العالم وإحداث تأثير في الناس في جميع أنحاء العالم! وتعكف الفتاتان حالياً على تأليف كتاب يتناول سيرة 50 امرأة مسلمة ملهمة ممن حققن “أشياء مذهلة في العالم”، كي يتسنى للفتيات المسلمات أن يجدن لأنفسهن قدوة يحتذين بها ويسرن على خطاها.
وترى مينا وزينا اللتان ولدتا في الولايات المتحدة أن تزايد عدد النساء المسلمات اللواتي يعملن في مجال النشر من شأنه أن يساعد على زيادة التنوع في هذا المجال وأن يزيد من عدد الشخصيات المتنوعة في الكتب، وهذا بدوره سيمكن الفتيات المسلمات الشابات من التعرف على شخصيات تنتمي إلى نفس خلفيتهن الثقافية كمثال يحتذى به في مجال النشر. “إذا كانت المرأة المسلمة متحمسة للنشر والكتابة، فيجب ألا تشعر بالخوف من القيام بما تحبه وأن تتبع شغفها لتنجز أشياء عظيمة”.
وحول مسألة التوفيق بين أنشطة الحملة والدراسة، قالت الفتاتان: “إنه لأمر صعب حقاً لأن لدينا الكثير من الواجبات المنزلية بعد اليوم الدراسي، ولدينا أيضاً بعض الأنشطة التي نمارسها في النوادي وكذلك الهوايات، لكننا مع ذلك نواصل أعمالنا غير الهادفة للربح، ونخصص لها ما يكفي من الوقت، حيث نقوم في نهاية اليوم وفي عطلات نهاية الأسبوع بالرد على رسائل البريد الإلكتروني وطلب الكتب، وعلى الرغم من أن الأمر يبدو مرهقاً، لكن المهارات الإدارية الجيدة تجعلنا قادرتين على متابعة جمعيتنا غير الربحية”.