يواجه الناشرون البريطانيون عاصفة كبيرة من مشكلات سلسلة التوريد ونقص الورق أثناء استعدادهم لموسم نهاية العام، حيث يتزايد الطلب من المكتبات على الكتب مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة “كوفيد-19″، إلى جانب مشكلات نقص العمال في المستودعات ونقص السائقين، ويضاف إلى ذلك الضغط الكبير على المكتبات المستقلة من قبل “أمازون” الذي يطلب أطناناً من الكتب لتخزينها في مستودعاته.
وفي الوقت الذي أكد فيه أحد الناشرين أنه لا يمنح “أمازون” عادة الكمية المطلوبة كاملة، وإنما يحاول تزويده بجزء منها و”المناورة” لكسب الوقت والتأكد من وجود نسخ تغطي حاجات السوق بالكامل بدلاً من مجرد تلبية طلبات أحد اللاعبين الكبار، فقد أشارت تقارير إلى أن “أمازون” يعرض دفع الأجور مقدماً للموظفين المستعدين للعمل فوراً، بل بدأ يأخذ بعض العمال من مستودعات الناشرين الآخرين لتفادي تأخير الطلبات خلال الموسم.
وأكد ديفيد تيلور، نائب رئيس “إنغرام كونتانت جوروب” المملكة المتحدة، أن هذه التغيّرات التي تحدث في السوق ستؤدي بالنهاية إلى ارتفاع أسعار الكتب، فالخروج من حالة الإغلاق، أطلق طلباً عالياً من المستهلكين، وكان هناك نمو هائل في الإنفاق عبر الإنترنت، وتزامن كل ذلك مع ارتفاع أسعار الشحن وتكاليف الطباعة بسبب التضخم.
يراقب الناشرون وبائعو الكتب هذه التطورات باهتمام، حيث يقوم بائعو التجزئة مثل “ووترستونز” بتخزين كميات أكبر في مستودعاتهم مقارنة بالسنوات السابقة. يتساءل المراقبون عما إذا كانت المخاوف البيئية ستؤدي أيضاً إلى تحول الناشرين إلى المزيد من الطباعة المحلية، ذلك أن نقل كميات ضخمة من الكتب عن طريق سفن الحاويات يمكن أن يهدد البيئة. لكن الأهم من كل ذلك أن صناعة النشر العالمية مقبلة على قفزة كبيرة في النمو والأرباح.