رغم التأثيرات السلبية التي تركتها جائحة كورونا على مختلف القطاعات الاقتصادية في العالم، إلا أن قطاع النشر مازال يحقق الكثير من الازدهار في دول عديدة، وآخرها نيوزيلندا. حيث أظهر أحدث تقرير لشركة “نيلسن” المتخصصة في أبحاث ودراسات سوق الكتاب، أن الناشرين النيوزيلنديين حققوا ازدهاراً ملحوظاً، على الرغم من الاضطرابات الناجمة عن إغلاق المكتبات، وتأخير الشحن، وإلغاء الجولات الترويجية للمؤلفين.
وفقًا للتقرير، أثبتت الكتب في عام 2020 أنها توفر متعة كبيرة للناس في الأوقات العصيبة. سواء كان الأمر يتعلّق بتعليم الأطفال في المنزل بسبب إغلاق المدارس، أو الهروب من الواقع عن طريق قراءة الأعمال الخيالية، أو تعلّم مهارات جديدة، حيث كانت الكتب في قلب حياة الناس، ومورداً حيوياً للاقتصاد.
وحسب الإحصاءات، تسهم صناعة النشر بنحو 302.2 مليون دولار في الاقتصاد الإبداعي لنيوزيلندا، بزيادة قدرها 3٪ عن عام 2019. وجاء النمو من عدة قطاعات، إذ نمت جميع المواد المنشورة في نيوزيلندا والمباعة محلياً بنسبة 13٪ على أساس سنوي، والإصدارات الرقمية بنسبة 15٪ من حيث الحجم، وشهدت قنوات البيع عبر الإنترنت ارتفاعاً بنسبة 60٪ من حيث القيمة.
وجاء تحقيق هذا النمو بفضل الإيرادات الرقمية، رغم أن القراء في نيوزيلندا بشكل عام يفضلون الكتب المطبوعة التي شهدت نمواً بنسبة 6٪ لتصل إلى 135.3 مليون دولار، كما شهدت كتب الأطفال والكتب الأدبية نمواً في قيمة المبيعات بنسبة 10% تقريباً، وبالمقابل سجلت الأعمال غير الخيالية تراجعاً بمعدل 1%، كما شهد قطاع تصدير الكتب انخفاضاً بنسبة 13% نتيجة تقلّص حركة الشحن وتوقف العديد من المعارض الكبرى حول العالم.