كانت أناقة دوريس باين توحي بأنها تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية، بما عرف عنها من بذخ وبريق أخاذ، وقلما وُجد متجر للمجوهرات في باريس أو موناكو لم تزره، وربما كانت لتجد ضالتها في دبي. كانت فائقة البراعة في تنفيذ مخططاتها من خلال قصصها المثيرة التي أوقعت بها موظفي متاجر المجوهرات في جميع أنحاء العالم لتحملهم على عرض العديد من القطع أمامها لتستغل هي بعد ذلك انشغالهم بحديثها الشيق ثم تنسل خارجة بسهولة آخذة معها ما أمكن لها سرقته.
دأبت دوريس على استخدام حيلة بسيطة حيث كانت تطلب من موظف المبيعات رؤية مجموعة متنوعة من القطع، ثم تقوم بتجربتها ثم خلعها لتجرب قطعًا أخرى، دون أن تتوقف في تلك الأثناء عن إلهاء الموظف بحديثها المعسول ليتسنى لها سرقة بعض القطع قبل أن تطلب منه إعادتها لأن أيًا منها لا يناسبها، لتغادر بعدها بهدوء دون إثارة أي شكوك.
اشتهرت دوريس باين بكونها “لصة المجوهرات الأكثر شهرة في العالم”، ويُعتقد أنها سرقت جواهر تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الدولارات الأمريكية خلال “مسيرتها” التي استمرت ستين عامًا. ولكن يبدو أنها قررت أخيراً التحول إلى نشاط آخر بعد ما ساعدتها الكاتبة الأمريكية وأخصائية المعالجة النفسية عن طريق الفنون زيلدا لوكهارت، في سرد قصتها في كتاب بعنوان “دوريس عاشقة الألماس: القصة الحقيقية لأشهر لصة مجوهرات في العالم”.
وُلدت دوريس ونشأت في فقر مدقع في إحدى الولايات الجنوبية الأمريكية، لأب فظ اعتاد أن يضرب والدتها باستمرار، ما خلف آثارًا عميقة على نفسية الفتاة الصغيرة التي قررت أنها لن تكون أبدًا تحت رحمة أي رجل. تروي دوريس أنها سرقت أول قطعة مجوهرات في حياتها عندما كانت في سن الـ16، وأنها أعطت المال الذي جنته من ذلك إلى والدتها لتتمكن من الهرب، ولم تعرف حينها أنها ستصبح أشهر لصة للمجوهرات وأن جرائمها ستمتد إلى ميلان، وباريس، ونيويورك، ولندن، ومونت كارلو، وطوكيو.
يتضمن ملخص القصة وصفًا لدوريس، جاء فيه: “كان سحرها الجنوبي وذكائها المتقد وخفة يدها أهم الأدوات التي استخدمتها لسرقة قطع صغيرة من المجوهرات من المتاجر المحلية، وتمكنت على مدار ستة عقود من صقل مواهبها مع كل سرقة لتتحول إلى لصة مجوهرات من الطراز العالمي. كان الحظ حليفها في كل مرة يتم القبض عليها فيها، لتتمكن مرة بعد أخرى من الإفلات من عقوبة السجن مدى الحياة، ولتظل حياتها مليئة بالمغامرات والمطاردات المثيرة. وما تزال دوريس، رغم بلوغها سن الـ88، تحتفظ بجرأتها وحيويتها كما لو كانت شابة يافعة، وما تزال قصصها المثيرة تحظى بإعجاب سكان أتلانتا، حيث تعيش حاليًا. ورغم حياتها المليئة بالمغامرات، تعتقد دوريس أن الطريق الذي سلكته: “كان أفضل بكثير من أن تكون معلمة أو خادمة”.
ومن المقرر أن يتم نشر الراوية في شكل كتاب ورقي في 12 سبتمبر 2019 تزامنًا مع الموعد الذي حدده الناشر الأمريكي. يُذكر أن أيًا من دور النشر لم تتقدم حتى الآن لشراء حقوق نشر الكتاب باللغة العربية، وما زال بالإمكان الحصول عليها من خلال كيت فالكوف، وكيلة حقوق النشر في دار هاربر كولينز بنيويورك. أما الخبر الأكثر إثارة فهو أن إحدى شركات الإنتاج السينمائي تعتزم إنتاج فيلم عن قصة حياة دوريس من بطولة النجمة الأمريكية تيسا طومسون.