كان التنوع موضوعاً ساخناً للغاية على مدار الإثني عشر شهراً الماضية. فقد قطعت وسائل الإعلام والمصادر الثقافية شوطاً طويلاً في تشكيل العديد من الآراء المنحازة أو السلبية المتواجدة حالياً في اللاوعي لدى المجتمع.
ولسوء الحظ، بدأ هذا التشكيل المنحاز في سن مبكرة جداً نظراً لأن العديد من الكتب التي يقرأها الأطفال لا تمثل تنوع البيئات التي نشأوا فيها. أدرك الزوجان البريطانيان، ديلي ولويزا أولافيوي، هذه المشكلة فقررا تأسيس “كوندا كيدز”، وهي منصة لإنشاء المحتوى، تخصصت في نشر الكتب التي تحكي قصصاً متنوعة.
وعندما انتشر وباء كورونا الذي أدى فيما بعد إلى الإغلاقات، كان الزوجان يبحثان عن كتب للأطفال من أجل الترفيه عن ابنهما البالغ عامين. بدأ الثنائي في البحث عن كتب تدور حول التاريخ الأفريقي القديم، فلم يجدا سوى القليل منها. واكتشفا أيضاً أن 2٪ فقط من كتب الأطفال المنشورة في المملكة المتحدة تضم شخصية رئيسية سوداء، ما دل على أن الصناعة تكافح من أجل إنشاء والاحتفاء بالقصص المتنوعة.
ورغم أنهما لم ينشرا كتاباً من قبل، إلا أنهما استفادا من خبرتهما في استراتيجية التسويق والأعمال، لرسم خطة عمل وخريطة طريق لشركتهما. استعان الزوجان برسامين، وبمحرر، وبشركة طباعة متخصصة في كتب الأطفال، للتأكد من أن الكتب ستكون على أعلى مستوى من الجودة.
وبحلول ديسمبر من عام 2020، تمكّن الزوجان من الحصول على أربعة كتب مؤلفة ومحررة ومنشورة، ما يعد إنجازاً مثيراً للإعجاب بكل المقاييس. كانت المبيعات رائعة للغاية بالنسبة للكتب المنشورة ذاتياً.
وتبيع “كوندا كيدز” حالياً في أوروبا والولايات المتحدة وكذلك في متاجر الكتب في جميع أنحاء أفريقيا. ويقول الزوجان: “نحن نفخر كثيراً بالرسائل التي نتلقاها من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي حول المدة التي كانوا يبحثون فيها عن كتب مثل هذه.”
ويتطلّع الثنائي مستقبلاً إلى التوسع خارج الكتب وبناء “منصة محتوى” توفر الألعاب، والموسيقى، وأشكال أخرى من المحتوى الرقمي.
وبالإضافة إلى ذلك، حرص الزوجان خلال تطويرهما لخبراتهما، على العمل مع الرسامين والمصممين الموهوبين، وذلك لمساعدتهم على إطلاق كتبهم الخاصة التي يمكن أن تزيد من تطوير منظومة الكتب المتنوعة.
وقال الثنائي: “يجب تشجيع الأطفال من جميع الخلفيات على الاستمتاع بتوازن صحي من المرح، وقراءة القصص المفيدة والجذابة التي تجعلهم يشعرون بأنه تم تمثيلهم فيها أو تم تعريفهم على أشخاص جدد، إلى جانب استمتاعهم بالتعلّم عن الأماكن.”
المصدر: فوربس