شكّل شهر رمضان المبارك موضوعاً متكرراً في العديد من الأعمال الروائية العالمية، سواءً تلك التي كتبها روائيون مسلمون أو غير مسلمين، ذلك أن الشهر الكريم يترك أثراً عميقاً في جميع المجتمعات حول العالم، حيث قام مؤلفون من خلفيات ثقافية متنوعة بنسج أعمال أدبية تتعمق في الجوانب الاجتماعية لهذا الشهر الفضيل.
أحد الأعمال البارزة هو رواية الفائز بجائزة نوبل للآداب، نجيب محفوظ، “أولاد حارتنا”، وهي عمل تدور أحداثه في قلب المجتمع المصري ويبرز جوهر رمضان. تجسّد الرواية كفاح سكان حارة شعبية وانتصاراتهم، مع التركيز على قوة الانضباط الذاتي خلال شهر رمضان.
بالمقابل، تستكشف الكاتبة الباكستانية بابسي سيدهوا تعقيدات الوحدة المجتمعية والخلاص الشخصي خلال شهر رمضان في روايتها “رجل حلوى الثلج”. على خلفية تقسيم الهند، تسرد الرواية جوانب من الحياة مع بدء شهر الصيام باعتباره استعارة مؤثرة للشفاء المجتمعي والتحرر الفردي.
ويحتضن الأدب التركي المعاصر أيضاً موضوعات شهر رمضان، كما في رواية “ثلج” لأورهان باموك. تتأمل هذه الرواية التي ترجمتها إلى العربية العديد من دور النشر، الصدام بين الملتزمين بالصيام وغير الصائمين، مستخدمة شهر رمضان كعدسة تتصارع من خلالها الشخصيات مع الهوية والإيمان والقيم المجتمعية.
هذه الأعمال الأدبية لا تسلّط الضوء على الطقوس والممارسات المرتبطة بشهر رمضان فحسب، بل تتعمّق أيضاً في الأبعاد الروحية والأخلاقية للشهر الكريم. ومن خلال وجهات نظر متنوعة، تعمل هذه الروايات على إثراء فهمنا لقيم الشهر الفضيل، من المحبة والخير والعطاء إلى الرحمة والتآلف والسلام.