كم هي رائعة هذه الأوقات التي تعيشها لاتويا ويست بلاكوود، رئيسة رابطة صناعة الكتاب في جامايكا. فقد انضمت الرابطة مؤخرا إلى الاتحاد الدولي للناشرين، وفي مقابلة مع “ناشر”، تحدثت ويست بلاكوود عن آمالها بالنسبة لصناعة الكتاب في بلادها.
لماذا يعتبر الانضمام إلى الاتحاد الدولي للناشرين أمراً مهماً بالنسبة لك؟
لقد تأسست رابطة صناعة الكتاب في جامايكا في عام 1989، وهي تعد أقدم رابطة من نوعها في إقليم الكاريبي الناطق باللغة الإنجليزية. ونحن نسعى كي نصبح صوتاً رائداً لمنطقتنا في مضمار صناعة الكتاب العالمية. لقد كانت عضوية الاتحاد الدولي للناشرين خطوة طبيعية بالنسبة لنا، ونحن نحتفل بمرور ثلاثين عاماً على تأسيس رابطتنا. لقد كانت الرحلة طويلة وممتعة منذ أن بدأت السيدة شيرلي كاربي – الرئيس المؤسس للرابطة – العمل. ولكننا ندرك أن متطلبات اليوم تختلف اختلافاً جذرياً عما مضى، وأن علينا أن نبحث عن سبل جديدة لبناء القدرات والتعلّم والنمو
نحن نتفهم ونقدر أهمية التواصل مع الزملاء في شتى أرجاء العالم، وأهمية النفاذ إلى الثقافات وتجاوز الحدود الجغرافية، خاصة في الوقت الحالي حيث يحاول العالم أن يخرج بحذر من فترات العزلة والتباعد المادي. وبصفتنا أعضاء جدد، نحن متحمسون للتعرف على ما يخبئه المستقبل لنا لأننا نعي من خلال خبرتنا أن الاتحاد الدولي للناشرين يهتم بالتنوع والشمول. و”صوتنا الصغير” تتاح له الآن فرصة الوصول إلى منصة كبيرة، ونحن نعتزم أن نستغل هذه الفرصة خير استغلال.
هل يمكنك اطلاعنا على صورة صناعة الكتاب في جامايكا؟ كم عدد الناشرين تقريباً وكم عدد المكتبات هناك؟
لا تزال صناعة الكتب المحلية لدينا تركز نسبياً على الكتب الدراسية لأنها تمثل نموذج الأعمال الذي طالما كان “الأكثر أماناً” في اقتصاد نامٍ اتسم طويلاً بتراجع الاستثمار الخاص والعام فيما يتعلّق ببناء ثقافة وطنية للقراءة والمعرفة. وهذه حقيقة نسعى الآن إلى تغييرها، ولكن ذلك لن يتحقق بين عشية وضحاها، ولن يتأتى بدون استثمارات وشراكات استراتيجية.
تتلقى الحكومة أكثر من 100 طلب لناشرين جدد وطلبات للحصول على أرقام “النظام القياسي الدولي لترقيم الكتب” ISBN كل عام. وصناعة الكتب في جامايكا تعتبر محدودة نسبياً، فبها أقل من 30 دار نشر وخمس سلاسل مكتبات رئيسة، وعدد من الشركات الأصغر التي تشمل التحرير والإنتاج والتوزيع والتسويق ووسائل الإعلام الجديدة.
كيف كان الوضع في ظل جائحة كورونا؟
كثيرًا ما أسمع أشخاصاً يتحدثون عن العودة إلى “الحياة الطبيعية”، ولكن ليس لدي أي فكرة عما يعنيه ذلك. كان فيروس كورونا المستجد كابوساً للصحة العامة في معظم البلدان. وتبدو الصورة أكثر قتامة إذا ما أخذنا التأثير ات الاجتماعية والاقتصادية في الحسبان.
وعلى صعيد الأعمال، أعتقد أن الوباء سلّط الضوء على قضايا مهمة. فقد أبرز قضية غياب المساواة، وقدم لنا فرصة قد لا تتكرر لنرى كيف يمكننا معالجتها. لقد كان قطاع النشر التعليمي من أكثر القطاعات التي تأثرت بالوباء، ولكن أعضائنا انتفضوا وبذلوا جهوداً محمودة من أجل توفير الكتب والحلول الأخرى التي يحتاجها الطلاب وغيرهم. وبالطبع واجه كبار بائعي الكتب مشكلة تراجع المبيعات (التي وصلت إلى 40٪) وإن كانت التجارة الإلكترونية والابتكارات الرقمية الأخرى أسهمت – إلى حد ما – في تعويض تلك الخسائر. أما بالنسبة للشركات الصغيرة، فلم يكن ذلك كافياً للأسف واضطر بعضها إلى الإغلاق. وبالطبع تبرز التحديات وتصبح أكثر صعوبة مع غياب الدعم الحكومي.
كيف ترين تطور الصناعة في جامايكا؟
على الرغم من أن ثقافة القراءة الوطنية ليست على المستوى المرجو، إلا أن هناك نوادي كتب ومجلات أدبية وغيرها من الأنشطة التي تبرز الكُتّاب الناشئين وتربطهم والأعضاء الآخرين في صناعتنا بالمجتمعات. لقد تعطل هذا الزخم بالتأكيد بسبب الوباء، ولكن مع التوقعات المتفائلة لعام 2022، نأمل أن نشهد إقامة مهرجانات الكتب الرئيسة في الجزيرة والمعارض والأنشطة الأخرى والتي سيكون لها بلا شك تأثير إيجابي على المبيعات.
بعيداً عن الوباء، ما هي القضايا الرئيسية التي تواجه صناعة الكتاب في جامايكا؟
هناك الكثير، لكنني سأركز على ثلاث نقاط: الحصول على التمويل؛ والتدريب وبناء القدرات؛ والمشروعات والبرامج المستدامة لدعم ثقافة القراءة الوطنية للجميع. إن أعظم المواهب وأفضل الأفكار وأكبر الأحلام لا تنطلق إلا في بيئة ترعاها وتحولها إلى مشروعات حقيقية على أرض الواقع. والأمر يتطلب التمويل من أجل رعاية الابتكار والإبداع.
تشهد الصناعة تغيّرات متسارعة ويجب أن تواكب المهارات ذلك. ونحن متحمسون لاغتنام الفرص مثل أكاديمية الاتحاد الدولي للناشرين، التي يُنتظر إطلاقها قريباً والتي يمكنها توفير التدريب اللازم للأعضاء لمواجهة تحديات اليوم والتغلّب عليها مع تطوير الفكر وتحقيق المرونة لمواجهة المجهول في المستقبل.
هل يمكنك أن تحدثينا عن دار النشر الخاصة بك؟
لقد بدأت بتأسيس دار “آيببلش” iPublish للاستشارات بدافع الإحباط، وليس انطلاقاً من حلم طفولتي بأن أكون مديرة. أدركت أن مجال عملي يتغيّر ولم أجد آنذاك استجابة من صاحب العمل لهذا التغيير. فبدأت رحلتي في مضمار ريادة الأعمال بشركة نشر تهدف إلى توفير منصة للأصوات التي لا تحظى بالتمثيل الكاف، لكنني اكتشفت من خلال التدريب والسفر والإرشاد أنني مستشارة قوية.
واليوم، أنا أعمل مع الشركات والأفراد في مجموعة واسعة من المشروعات المطبوعة والرقمية. ومازلت احتفظ بشركة “آيماجي آينيشن” iMagiNation التي تركز على مشروعات تهدف إلى مشاركة أفضل ما في جامايكا مع العالم، فضلاً عن تعزيز المساواة بين الجنسين وتشجيع الشمول. عندما تصبح جزءاً من شبكات الاتحاد الدولي للناشرين ومبادرات مثل “ببلش هير” PublisHER تحظى بتجربة فريدة ورائعة. أنا متحمسة جداً للمستقبل
أخيرًا ، ما هو آخر كتاب أعجبك؟
في العام الماضي، سررت بالاحتفال بإصدار Parent Like It Matters: How to Raise Joyful، Change-Making Girls ، وهو الكتاب الأول لصديقتي العزيزة، الدكتورة جانيس جونسون. لقد دفعني الكتاب إلى أن أكون أكثر مناصرة لمفهوم الأبوة والأمومة، خاصة وأننا أمضينا المزيد من الوقت معاً كعائلة. وهناك Homegoing ليا جياسي. وهو عمل يستحق القراءة. وبشكل عام، تتشابه كتبي المفضلة في أنها ترسم الأشخاص بشكل يجعلهم يبدون أمامك كشخصيات حقيقية، كما أنها تفجر داخلك الكثير المشاعر. وقد أضفت إلى قائمة القراءة الخاصة بي للتو عمل لولا شونين The Secret Lives of Baba Segi’s Wives. لماذا؟ لأن إحدى صديقاتي في العالم العربي أشادت به في منشور لها على “لينكدإن” أثناء إعلانها أنها اشترت للتو حقوق النشر باللغة العربية!