أكد الرئيس الجديد لاتحاد الناشرين الدوليين، هوغو سيتزر، في أول خطاب له بمعرض لندن للكتاب 2019 على أهمية الدور الذي يضطلع به الناشرون بصفتهم “حراس بوابة المعلومات”.
وخلال حديثه في جلسة لحرية التعبير بعنوان “من يدفع الثمن: هل يمكن الوثوق بالحقيقة، أم أنها مجرد اتجاه عفا عليه الزمن؟” قال سيتزر: “لطالما حمل الناشرون على عاتقهم مسؤولية التصرف كحراس لبوابة المعلومات على مدى قرون من الزمان قام فيها كل ناشر بفتح وإغلاق بوابات مختلفة أثناء التنافس مع الناشرين الآخرين على كسب القراء، ومن خلال كل بوابة يتم تمرير إصدارات متنوعة ومتناقضة أحيانًا من الحقيقة. أما اليوم، وكما يقول فرانكلين فوير في كتابه “عالم بلا عقل” حول رؤية أمازون للمستقبل، لم يعد هناك سوى بوابة واحدة فقط: بوابتهم”.
ويرى سيتزر أن الناشرين حملوا على عاتقهم مسؤولية “تحري الدقة والحقيقة” على مر القرون، لكن منصات الإنترنت الحالية التي باتت هي الموزع الجديد للمعلومات لم تعد “تتعامل معها بشكل جيد”، مضيفًا: “في الواقع، ليس هناك أي نوع من المسؤولية في نماذج الأعمال التي يقدمونها”.
واستطرد حول هذه النقطة ذاتها قائلًا: “ثمة إجماع متزايد على أن ترك هذه المنصات دون تنظيم بات يشكل خطراً كبيراً على الديمقراطية، ولكن كما أظهرت لنا المناقشات حول التوجيه الأوروبي لحقوق النشر، فإن صياغة لائحة تنظيمية لهذه المنصات يمثل تحديًا حقيقيًا لا سيما في وقت تتزايد فيه الشكاوى التي تردنا من مناطق أخرى حول الأخبار المزيفة وقوانين مكافحة الإرهاب التي طالت حرية التعبير وأثقلت كاهلها بالقيود”.
وأشار سيتزر في خطابه كذلك إلى الواقع المحبط والتحديات التي تواجه حرية التعبير في جميع أنحاء العالم قائلًا: “في تركيا وبلدان أخرى يدفع العديد من الناشرين والمدرسين والكتاب والصحفيين ثمن ممارسة حرية التعبير التي نعتبرها أمراً مفروغاً منه. وفقاً للجنة حماية الصحفيين، يقبع ما يقرب من 68 صحفيًا في السجن حاليًا في تركيا. فيما تشير تقارير أخرى إلى وجود نوع من إساءة الاستخدام لمذكرات الاعتقال الصادرة عن الإنتربول بهدف مضايقة الناشرين خارج تركيا، ومن أبرزهم المفكر والناشر التركي راغب زاراكولو الحائز على جائزة بريكس فولتير، التي يمنحها اتحاد الناشرين الدوليين في مجال حرية النشر. وفي أماكن مثل بنغلاديش، نرى الناشرين يدفعون حياتهم ثمنًا لحرية النشر”.
وأضاف سيتزر أنه على الرغم من هذا الموقف المؤسف، فإن الكتاب والناشرين الذين رُشحوا لجائزة بريكس فولتير من اتحاد الناشرين الدوليين أظهروا كيف يمكن أن يتصدى الناشرون “للفساد وكيف أنهم نجحوا في كشف التجاوزات الخفية في بلدان مثل جنوب أفريقيا، وزيمبابوي، والكاميرون، والمجر، وتركيا، وإيران، وهونغ كونغ، وبنغلاديش”.
وتحدث سيتزر كذلك عن صعود الرئيس ترامب، والاتجاه المقلق نحو الشعوبية في العديد من أنحاء العالم والتحديات التي تواجه “الحقيقة” في عالم “الأخبار المزيفة”، مشددًا على أهمية اضطلاع الناشرين بمسؤوليتهم في هذا الصدد. واختتم حديثه بهذه الكلمات: “صناعتنا تتحمل وبكل فخر عبء الثقة التي كسبناها على مر القرون. يجب أن نتكاتف معًا لنضمن أن الثمن الذي يدفعه الناشرون والمؤلفون لن يكون سكوتهم عن الحقيقة إن لم يكن حياتهم”.