Home 5 مقالات و تقارير 5 دار صادر للنشر والتوزيع: منارة في سماء النشر العربي

دار صادر للنشر والتوزيع: منارة في سماء النشر العربي

بواسطة | أغسطس 12, 2024 | مقالات و تقارير

تُعَد دار صادر للنشر والتوزيع في لبنان من أبرز المؤسسات الثقافية التي أسهمت في إثراء المكتبة العربية على مدار أكثر من قرن ونصف. بفضل تاريخها الطويل وإسهاماتها العديدة، أصبحت رمزاً للإبداع والنشر في العالم العربي. ورغم ما واجهته الدار من تحديات عديدة؛ من الأزمات الاقتصادية والحروب إلى الاضطرابات السياسية، إلا أنها استطاعت الاستمرار بفضل قدرتها على التكيّف وابتكار حلول جديدة. واليوم، تواصل دار صادر تقديم إصدارات متميّزة تعزز من دورها كمركز ثقافي عربي، متفرّدة بما تقدمه من مجلّدات، ومراجع، وأمهات الكتب.

 

من المسابح إلى ريادة النشر

يعود تاريخ دار صادر إلى العام 1863، عندما افتتح إبراهيم صادر دكاناً في سوق “أبو النصر” ببيروت، ليبيع فيه المسابح التي كان يصنعها بنفسه. شكّل هذا الدكان نقطة الانطلاق لتحويل الدار إلى مؤسسة ثقافية بارزة، إذ تحوّل فيما بعد إلى “المكتبة العمومية”، التي كانت من أولى المكتبات في المدينة.

ركزت “المكتبة العمومية” في بداياتها على طباعة الكتب الدينية، لكنها سرعان ما توسعت لتشمل نشر الأدب، ومع بداية القرن العشرين بدأت “دار صادر” – بقيادة أولاد إبراهيم صادر – بتعزيز مكانتها كمؤسسة نشر رائدة. ثم انتقلت الدار إلى الجيل الرابع من العائلة بإدارة الإخوة سليم وإبراهيم ونبيل (أبناء أنطون صادر)، لتصبح فيما بعد من أبرز دور النشر في لبنان.

تأثرت دار صادر بشدة بالأزمات التي مر بها لبنان، بما في ذلك الحرب العالمية الأولى والثانية، والحرب الأهلية اللبنانية. ومع ذلك، استطاعت الصمود والتأقلم مع هذه التحديات بفضل الإرادة القوية للقائمين عليها. في الوقت الحالي، يديرها الجيل الرابع بقيادة نبيل صادر، الذي يواصل مسيرة الإبداع والابتكار، مستعداً لنقل دفة القيادة إلى الجيل الخامس.

على مدى مسيرتها الطويلة، حصلت دار صادر على تقدير كبير من الأوساط الثقافية والأدبية. تم تكريمها من قبل “الديوان – البيت الثقافي العربي” في برلين، في معرض “الديوان الأول للكتاب العربي”، بمناسبة مرور 160 عاماً على تأسيسها.

 

إرث أدبي غني ومراجع قيمة

في السنوات الأولى لتأسيسها؛ ركزت الدار على نشر مجموعة متنوعة من الكتب التي تركت بصمة واضحة في ساحة النشر العربي، من أهمها “مراحل الاستقلال” الذي يعد من أوائل الأعمال التي تناولت تاريخ المنطقة بأسلوب علمي منهجي، وكتاب “أدب الحياة” لكمال جنبلاط، وعدداً من المجلات الأدبية والثقافية؛ مثل مجلة “الأنيس” ومجلة “الثقافة”.

عام 1903، صدرت مجموعة “مائة حكاية قصيرة للأولاد”، مُعرّبة عن اللغة الفرنسية، وهي واحدة من أولى الترجمات التي أُعدت خصيصاً للأطفال في لبنان. هذا العمل لم يقتصر على كونه مصدراً تعليمياً، بل كان له دور بارز في إدخال القصص المترجمة إلى ثقافة القراءة العربية.

استمرت هذه التوجهات في التوسع خلال العقدين الأولين من القرن العشرين، ممهدة الطريق لتحوّل المكتبة العمومية إلى أحد المراجع الأدبية الرائدة، قبل أن تتحوّل لاحقاً إلى “دار صادر” التي أصبحت رمزاً للنشر الأدبي والعلمي في العالم العربي.

 

تجديد وإبداع في عالم النشر الحديث

في إطار التحديث المستمر لمكتبتها، تواصل دار صادر نشر أعمال حديثة بجودة عالية. من أبرز منشوراتها الحديثة “ألف ليلة وليلة” الذي يُعد جوهرة الأدب العربي الشعبي، إذ تمت إعادة طباعته بأسلوب يجمع بين الحفاظ على التراث والتقديم العصري. كما أصدرت “الطبقات الكبرى” لابن سعد.

وبين الإصدارات البارزة الأخرى، يأتي “البداية والنهاية” لابن كثير، العمل التاريخي الموسوعي الذي يروي تطور الأحداث الكبرى في التاريخ الإسلامي. وتواصل دار صادر نشر المجلّدات المتخصصة وأمهات الكتب التي تثري مكتبة القارئ العربي، ما يعكس التزامها العميق بنشر المعرفة.

 

بتخطيها عامها الـ160، تواصل الدار تقديم مساهمات قيّمة في إثراء المكتبة العربية وتجاوز التحديات العصرية، مستمرةً في دعم الحركة الأدبية والفكرية عبر الأجيال.

 

أخبار حديثة

18يناير
انطلاق مهرجان الشارقة للآداب بنسخته الأولى

انطلاق مهرجان الشارقة للآداب بنسخته الأولى

افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين، النسخة الأولى من مهرجان الشارقة للآداب الذي يُقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.   وتحت شعار “حكايات الإمارات تُلهم المستقبل”، يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على الإبداع […]

14يناير
الدورة 56 لمعرض القاهرة: احتفال عالمي

الدورة 56 لمعرض القاهرة: احتفال عالمي

تحت شعار “اقرأ… في البدء كان الكلمة”، تنطلق فعاليات الدورة 56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب في الفترة من 24 يناير حتى 5 فبراير 2025، في مركز مصر للمعارض الدولية، وتحل فيه سلطنة عُمان ضيف شرف، فيما تم اختيار اسم العالم والمفكر الكبير الدكتور أحمد مستجير، شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل. […]

14يناير
أحمد العلي مديراً عاماً لمجموعة كلمات

أحمد العلي مديراً عاماً لمجموعة كلمات

أعلنت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ”مجموعة كلمات”، عن تعيين الشاعر والمحرر والمترجم أحمد العلي مديراً عاماً للمجموعة، الرائدة في مجال النشر باللغة العربية بدولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها.   جاء ذلك خلال اجتماع مع فريق عمل “مجموعة كلمات”، ترأسته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي وشاركت خلاله رؤيتها حول مستقبل نشر المحتوى […]

Related Posts

التحول الرقمي ينقذ الأدب الأسترالي من الانقراض

التحول الرقمي ينقذ الأدب الأسترالي من الانقراض

أُعيد إحياء أكثر من 160 كتاباً لمؤلفين أستراليين بارزين، بما في ذلك ستة فائزين بجائزة مايلز فرانكلين الأدبية، من خلال مشروع "Untapped" (غير مُستغل) الذي استمر لمدة ثلاث سنوات وانتهى في ديسمبر 2024. وشمل المشروع إعادة نشر أعمال لثيا أستلي، وميم فوكس، وشارميان كليفت،...

المكتبات السورية.. تراث محفوظ رغم التحديات

المكتبات السورية.. تراث محفوظ رغم التحديات

تُعد سوريا واحدة من أقدم مناطق العالم التي عرفت الحضارة والكتابة، ما جعلها مركزاً مهماً للمعرفة والثقافة على مر العصور. ومنذ الألف الثالث قبل الميلاد، شهدت سوريا ميلاد مكتبات كانت تمثل مراكز لتوثيق الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية. من أبرز هذه المكتبات القديمة...

أربعة كتب ضرورية لفهم تاريخ سوريا ومصيرها

أربعة كتب ضرورية لفهم تاريخ سوريا ومصيرها

ألهم تاريخ سوريا، إحدى أقدم الحضارات في العالم، أعمالاً أدبية وتاريخية مهمة. وتتشابك هذه الكتب مع الثراء الثقافي لسوريا، والصراعات السياسية، والرؤى للمستقبل. وفيما يلي أربعة كتب شهيرة تستكشف هذه الموضوعات:   تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين - فيليب حتي يقدّم عمل الدكتور...

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this

Pin It on Pinterest