تشهد أوساط صناعة النشر موجة من النشاط المتعلق بالأدب الروائي وغير الروائي الذي لم يُنشر باللغة الإنجليزية حتى الآن للكاتب المصري نجيب محفوظ الفائز بجائزة نوبل للأدب للعام 1988، والذي يُعتبر أعظم روائي عربي في القرن العشرين، حيث تعتزم دار الساقي في لندن نشر مجموعة من القصص القصيرة المكتشفة حديثًا، بالإضافة إلى دار جينكو في لندن، التي قطعت شوطاً كبيراً في سعيها لنشر أربعة مجلدات غير روائية لمحفوظ.
وحصلت لين غاسبارد والتي تعمل ناشرة في دار الساقي على حقوق النشر في العالم باللغة الإنجليزية للقصص القصيرة من دار الساقي في بيروت، الشقيقة للشركة اللندنية. وجاء اكتشاف القصص بفضل صحفي كان يبحث عن كتاب في منزل ابنة الكاتب محفوظ أم كلثوم، حيث عثر على 50 قصة، لم ينشر ثمانية عشر منها من قبل. وستقوم دار الساقي بنشرها باللغة الإنجليزية لأول مرة ويقوم بترجمتها روجر ألين، الرئيس الأسبق لجمعية دراسات الشرق الأوسط والذي سبق له ترجمة العديد من أعمال محفوظ.
تدور أحداث القصص في القاهرة مسقط رأس الكاتب نجيب محفوظ. وقالت غاسبارد: “مع سيناريوهات تشبه القصص الخيالية، وشخصيات متعددة الظهور، لا تزال هذه القصص تتحدث عن المجتمع القاهري المعاصر، وتُظهر ملاحظات محفوظ الساخرة، والعميقة للشخصية البشرية. ويمثل هذا الاكتشاف الذي لا يقدر بثمن خبراً رائعاً لمحبي واحد من أكثر الروائيين شعبية في العالم. نحن متحمسون للغاية لوضع هذه القصص في متناول القارئ الإنجليزي، وترجمتها من قبل المبدع روجر ألين”.
وتتولى دار الساقي النشر باللغة العربية للمجموعة التي لم يتم تسميتها حتى الآن في خريف العام 2019 بالتعاون مع دار الساقي للنشر بلندن، والتي ستعلن عن المجموعة في الحادي عشر من ديسمبر 2018، وهو اليوم الذي يصادف عيد ميلاد محفوظ، وذلك خلال معرض بيروت الدولي للكتاب.
في غضون ذلك، تواصل جينكو، الناشر الملتزم بـمبدأ “لتفاهم أفضل بين الغرب والشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، العمل مع برنامج المجلدات غير الروائية لمحفوظ. وسبق للدار نشر كتاب “الكتابة غير الروائية عن نجيب محفوظ – المجلد الأول”، فضلاً عن مقالات عن عصر السادات 1974-1981، والمجلد الثاني من الكتب غير الروائية لنجيب محفوظ. وتجمع هذه السلسلة أعماله غير الروائية خلال الفترة من أوائل الثلاثينيات وحتى العام 1996، ومن المتوقع أن تكتمل بحلول العام 2020. وتم الحصول حقوق نشر المجلدين الأول والثاني من دار القاهرة والدار المصرية اللبنانية، في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2014.
وقال راشد العناني، الأستاذ الفخري للأدب العربي الحديث في جامعة إكسيتر، في مقدمة المجلد 1: “حيث تكمن الفائدة اليوم في قراءة هذه المقالات في تتبع المشاركة الوجدانية الفكرية الخاصة لمحفوظ فيما يتعلق بالتفكير والإيديولوجيات التي يشرحها. يمكن للباحثين في أدب محفوظ أن يدركوا في هذه المقالات أصول الكثير مما أصبح فيما بعد علامة مميزة له”.