أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “رعاه الله”، يحمل عنوان “عالمي الصغير” يشارك سموه من خلاله ملايين الأطفال في الإمارات والوطن العربي والعالم ذكريات من سنوات طفولته وشبابه، والدروس التي تعلمها من التجارب والمواقف المختلفة التي شكّلت نظرته للحياة ورؤيته للتعامل مع ما تحمله من فرص وتحديات، وذلك ضمن قالب قصصي جذّاب ومشوّق يناسب الجمهور المستهدف بهذا العمل وهم النشء من سن 6 إلى 9 سنوات.
ويأتي إطلاق كتاب “عالمي الصغير” الذي تدور قصصه الخمس حول تجارب ومغامرات مرحلة الطفولة والشباب، في إطار حرص سموه على زيادة الوعي بين النشء والشباب، وإعداد جيل واعٍ ومثقف وقادر على تحمّل مسؤولية التطوير في المستقبل.
وتتصدر الكتاب كلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يخاطب فيها القرّاء الصغار، يقول فيها: “إلى أبنائي وبناتي، عندما كنت صغيراً، سعيت دائماً لتعلُّم مهارات جديدة، وخضت مغامرات عديدة في البر والبحر، وها أنا انقلها لكم يا أبنائي لتُلهمكم وتمنحكم متعة القراءة، لتتعرفوا من خلالها على قصص مستفادة من تجربتي وحياتي في الماضي، هكذا تعلمنا وتربينا”. ويختتم سموه كلماته بعبارة: “تعلّموا أن الأحلام العظيمة لا حدود لها”، في إشارة واضحة من سموه إلى أهمية الاجتهاد والسعي ومواصلة التعلم من أجل تحقيق الأهداف.
وتضم مجموعة “عالمي الصغير” خمس قصص يتناول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فيها مواقف أثرت في طفولته الحافلة بالتحدي والإصرار، وأسهمت في مجموعها في رسم ملامح شخصيته وتكوين فكره ورؤيته، مستعيداً من خلالها ذكريات وتجارب تملأ الذاكرة بالصور والانطباعات المحفزة على تعلم مهارات مهمة، والمشجعة على التحلي بروح المغامرة للاكتشاف والتعلم واكتساب معارف جديدة كل يوم.
ومن خلال قصة “النوم مع العقارب”، يتحدث سموه عن تفاعله مع مُعلِمِه البدوي والدروس التي تعلمها منه، ومن بينها كيفية الصيد بالصقور ومهارات البقاء والعيش في عمق الصحراء وبيئتها الصعبة. وفي قصة أخرى عن التفاني والعمل الجاد بعنوان “خيلي الأولى” يروي سموه، كيف تعلَّم الفروسية، ويوضح للقراء الصغار كيف درّب أول فرس له خلال فترة النقاهة من إصابة حتى استطاعت استعادة القوة اللازمة للمنافسة في السباقات، وتحمل هذه القصة بين طياتها ملامح من حب سموه للتحدي والسعي دوماً للوصول إلى التميز وتحقيق الرقم “واحد”.
وفي قصة بعنوان “صديقي الأسد”، يستذكر سموه تلك الليلة الصيفية التي قضاها في المزرعة عندما فتح عينيه ليرى أسداً في غرفته، وهو الأسد الذي رباه منذ كان شبلاً صغيراً، وكيف حاول بعدة طرق أن يُخرجه من الغرفة، حيث يُلخِّص سموه من خلال هذه القصة كيفية التعامل مع بعض التحديات التي تواجه الإنسان، وأن أفضل الحلول لأكبر التحديات ربما تكون أسهلها.
ومن ذكريات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن البيت الذي نشأ فيه، والماثلة تفاصيله في عقله وقلبه، يتحدث سموه في قصة بعنوان “كهفي الصغير”، عن اختياره تحويل الغرفة التي منحها والده له ليستخدمها في أشياء مفيدة، إلى مساحة خاصة للتفكير والتأمّل ومختبر للتجارب وتدوين الافكار والاكتشافات الرائعة.
وضمن كتاب “عالمي الصغير” يتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في واحدة من القصص تحت عنوان “من يُشبهك يا أمي” عن مشاعر الأمومة وحنان الأم من خلال موقف من طفولة سموه عندما عثر على غزال صغير هجرته أمه في الصحراء فحمله إلى والدته التي اعتنت به حتى أصبح غزالاً يافعاً قوياً، متسائلاً سموه في نهاية القصة: من مثلك يا أمي؟، من يشبهك يا أمي؟”.
وكان المكتب الإعلامي لحكومة دبي قد استعان في إصدار هذا الكتاب بمواهب إماراتية متميزة من ذوي الخبرات المتنوعة في مجال قصص الطفل، حيث تم إصدار الكتاب عن دار “الهدهد”، فيما تأتي القصص ضمن خمسة مجلدات قصصية صغيرة تحتوي كل قصة على ما يقارب 15 صفحة من القطع المتوسط، مصحوبةً برسومات تعين الطفل على استيعاب مضمون كل منها بإبداعات من ريشة الفنان الإماراتي عبدالله الشرهان.