أهدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بيت الحكمة، أحدث صرح ثقافي في دولة الإمارات، 12 ألف كتاب وإصدار من أندر وأثمن المطبوعات المتخصصة في تاريخ الفن والعمارة العربية والإسلامية، وذلك في مكرمة جديدة من سموه لإثراء المصادر المعرفية المتوفرة في المعلم الذي يجسد حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 من قبل منظمة “اليونسكو”.
وتمثل هذه المجموعة النفيسة من الإصدارات، المكتبة الخاصة للمؤرخ الألماني الأمريكي البروفيسور ريتشارد إيتينغهاوزن وزوجته الدكتورة إليزابيث إيتنغهاوزن، والتي تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة باقتنائها وضمها إلى مراجع وكتب “بيت الحكمة” لتكون مصدراً ومرجعاً لتاريخ الفنون التي عرفها العرب والمسلمون عبر التاريخ، حيث تضم كتباً بأكثر من 10 لغات، منها: العربية، والإنجليزية، والألمانية، والفارسية، واليابانية، والأوردو، والفرنسيّة، والإسبانية، والتركيّة، والروسيّة، والإيطاليّة.
وتغطي هذه المكتبة مراحل متعددة وبحوثاً نادرة حول الفن في المنطقة العربية الإسلامية بما فيها تركيا وإيران والهند وإسبانيا، حيث عمل البروفيسور ريتشارد على المجموعة الإسلامية لمتحف القيصر فريدريش في برلين، ودرّس في معهد الفنون الجميلة بجامعة نيويورك، في عام 1938 وتم تعيينه أستاذًا مشاركًا في جامعة ميشيغان، كما تولى منصب الرئيس الاستشاري للقسم الإسلامي في متحف متروبوليتان للفنون، وكانت زوجته إليزابيث متخصصة في تاريخ النسيج الإسلامي، والتاريخ الشفهي للفنون في المنطقة العربية والإسلامية.
ويتولى فريق من المتخصصين في “بيت الحكمة” فرز الكتب وتصنيفها للعمل على تنظيم معرض خاص بالمقتنيات يتيح للجمهور من عشاق الكتب والباحثين والقراء الاطلاع على أبرز الأعمال التي تضمها المقتنيات، وأهم المخطوطات، والمنشورات من مختلف اللغات حول تاريخ الفنون الإسلامية.
وثمنت مروة عبيد العقروبي، مديرة بيت الحكمة، مكرمة صاحب السمو حاكم الشارقة، واعتبرت أنها تشكل استمراراً لمسيرة عطاء سموه في رفد المكتبات المحلية والعربية وتزويد الأجيال بالعلوم والمعارف والآداب. وقالت: “بفضل إسهامات سموه الثقافية والمعرفية، نالت الشارقة في عام 2019 لقب العاصمة العالمية للكتاب، في تقدير دولي مستحق لمكانة الإمارة، ورسالتها البارزة في بناء الإنسان وتمكينه وغرس روح التعلّم وحب القراءة في نفسه، ويمثل بيت الحكمة تجسيداً لهذا اللقب، وتقديراً لرؤية صاحب السمو حاكم الشارقة الحكيمة والملهمة”.
وتتضمن مجموعة الكتب المهداة تشكيلة واسعة من الإصدارات النادرة يعود تاريخ إصدار بعضها إلى أكثر من 100 عام، ومنها طبعة نادرة تعود إلى عام 1888 من “هذا كتاب مستطاب وصايا خواجه نظام الملك”، للوزير الفارسي أبو علي حسن بن علي الطوسي، المعروف باسم نظام الملك، ويعتبر هذا الكتاب واحداً من النسختين الوحيدتين في العالم وهو عبارة عن أطروحة حول الحكم وعلوم السياسة.
ومن بين المقتنيات النادرة الأخرى، كتاب كبير الحجم يعود إلى عام 1898 حول الأواني الزجاجية والزخارف الإسلامية والحلي، من تأليف “جوستاف شمورنز”؛ ونسخة أصلية لكتالوج نادر جدًا عن الفن الإسلامي والفنون الزخرفية يعود إلى عام 1910 بعنوان “معرض روائع الفن الإسلامي بميونخ”، حرره المؤرخ والمستشرق الألماني فريدريش سار، والمؤرخ الثقافي السويدي إف.آر. مارتن، وهو من هواة جمع الأعمال الفنية.
وتشتمل المجموعة إصداراً كاملاً ونادراً من كتاب “من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج الفارسي: عبر حوران والصحراء السورية وبلاد ما بين النهرين” الذي يعود إلى عام 1899، للكاتب ماكس فريهر فون أوبنهايم، ويقدم رؤى قيمة حول تاريخ الشرق الأوسط، ويتضمن خرائط ووصف مفصل للمنطقة.