فائزان بـ”البوكر العربية”: الجائزة “نعمة” لأنها تفتح أبواب الشهرة والانتشار
أكد روائيان فائزان بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر العربية”، أن الجوائز الأدبية تغيّر حياة الفائزين بها من خلال ما تفتحه أمامهم من فضاءات أرحب على الإعلام، والترجمة، والشهرة، إلى جانب ارتفاع أرقام المبيعات والانتشار في أسواق أوسع، مضيفين أنها تشكّل في الوقت ذاته تحدياً للكاتب لضمان الاستمرار في مسيرته الإبداعية ونشر مزيد من الروايات الناجحة.
جاء ذلك خلال أمسية نظمت ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان طيران الإمارات للآداب، في فندق انتركونتيننتال دبي فيستفال سيتي، تحت عنوان “الفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية – نعمة أم نقمة؟” وشارك فيها الروائي والشاعر الأردني جلال برجس الذي فازت روايته “دفاتر الوراق” بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2021، وافتراضياً شارك في الجلسة أيضاً الروائي الليبي محمد النعاس الذي فازت روايته “خبز على طاولة الخال ميلاد” بجائزة عام 2022، فيما أدارت الجلسة الكاتبة والمترجمة الأردنية زينب القيسي.
وقال جلال برجس إن الفائز بالجائزة يصبح كائناً رحالاً في الفعاليات، وضيفاً مستمراً في وسائل الإعلام، وكذلك خادماً لروايته الفائزة، حيث يسافر ويتنقل للحديث عنها، مضيفاً أن الجائزة بحد ذاتها نعمة لأنها تفتح الطريق أمام الترجمة، وتسهم في وصول الأدب العربي إلى شرائح أوسع من القراء في العالم، ولكنها في الوقت ذاته قد تتسبب في حالة من القلق والخوف عند الكاتب، نتيجة خشيته من عدم وصول أعماله المقبلة إلى مستوى ما سبقها.
وأكد أنه لا يكتب لأجل الحصول على الجائزة، ولكنه إن فاز بها سيكون سعيداً بالتأكيد، نافياً وجود وصفة مثالية لكتابة رواية يمكن أن تفوز بجائزة، مشيراً إلى أن بعض الفائزين بالجوائز الأدبية يستعجلون الشهرة، فيكتبون أعمالاً جديدة بشكل سريع ظناً منهم أن الجديد يمكن أن يصل إلى المجد الذي وصله العمل السابق، ناصحاً كل كاتب بأن يفكر فقط في عمله القادم، ويتجاهل الجائزة والقراء والنقاد، ولا يفكر سوى بقيمة وجمال النص الذي سيقدمه.
وعن بُعد، تحدث الروائي محمد النعاس عن شجون عمله الأدبي الأول الذي تكلل بأرفع جائزة للرواية في العالم العربي، وأشار إلى أن مشروعه الأدبي يتمثل ببساطة في كتابة التاريخ الليبي منذ الاستعمار الإيطالي وحتى اليوم، مضيفاً أن هناك شحاً في وصول الأدب الليبي إلى العالم بسبب العزلة السياسية والاجتماعية التي عانت منها البلاد في الفترة الماضية، ولذلك فهو يعمل على كسر هذه العزلة.
وقال النعاس إن الجائزة تشكّل لحظة فاصلة في حياة الكاتب، وتساعد على الترويج للمؤلف والعمل نفسه في الوقت ذاته، وتعمل على تكوين مجتمع من القراء، داعياً الكُتّاب والروائيين إلى الاستمرار في القراءة والكتابة لإنتاج أعمال إبداعية مميّزة وقادرة على تحقيق الانتشار ونيل الجوائز.