انطلقت مظاهرات أنصار “ثورة المظلات” من مواطني هونج كونج في أوروبا أثناء فعاليات معرض فرانكفورت للكتاب خلال شهر أكتوبر 2019. حيث أقيمت وقفة احتجاجية مناصرة للكاتب والناشر وبائع الكتب جوي مينهاي المقيم في هونج كونج، وذو الأصول السويدية الصينية، والذي تعرض للاختطاف والسجن في العام 2015 بعدما أثار حفيظة الحكومة عقب نشر وبيع بعض الكتب التي تنتقد النظام.
اجتمع المؤيدون خارج إحدى صالات المعرض حاملين بعض المظلات عاليًا، مدوناً عليها هاشتاج #FreeTheWords، في تظاهرة نُظمت بالتنسيق بين رابطة تجارة الكتب الألمانية، ومنظمة العفو الدولية، واتحاد بائعي الكتب الأوربيين والدوليين، ورابطة الناشرين الدولية، ومركز القلم بألمانيا، ونادي القلم الدولي.
وشملت قائمة المتحدثين خلال فعاليات هذه المظاهرة الرئيس التنفيذي لرابطة تجارة الكتب الألمانية ألكسندر سكيبيس الذي قال: “تُعتبر حرية التعبير والصحافة والتجمع من أساسيات حقوق الإنسان، وما دام الأمر كذلك، فلا مجال للتفاوض بشأنها. ففي حين استمر كفاح سكان هونج كونج من أجل الحصول على حريتهم، يواصل نظام الحكم إرساء قواعد بنيانه على أكمل وجه. وهذا أمر لا يجدر بنا أن نقبله أو أن نقف أمامه مكتوفي الأيدي”.
وأضاف: “نعرب عن تضامننا مع جوي مينهاي ومع المناضلين من أجل الحرية في هونج كونج؛ فنحن نطالب بالإفراج فورًا عن المؤلف وبائع الكتب والناشر مينهاي، ونطالب كذلك بإطلاق سراح جميع الفنانين والعاملين في مجال الثقافة المعتقلين في جميع أنحاء العالم. كما نناشد الحكومة الفيدرالية في ألمانيا التوقف عن قمع قيم الحرية والديموقراطية – مثل حرية التعبير – في سبيل تحقيق بعض المصالح الاقتصادية؛ كما ندعوها أيضًا إلى اتخاذ موقف لا هوادة فيه من أجل دعم مطالب الحرية – في الصين، وفي تركيا، وفي أنحاء العالم أجمع. ونحن، بوصفنا عاملين في مجالات الإبداع والثقافة، نتحمل مسؤولية خاصة تجاه المجتمع وتجاه حرية التعبير بوجه خاص. كما ندعو المجتمع المدني إلى المطالبة باحترام حقوق الإنسان، ليتسنى لنا جميعًا أن ننعم بمستقبل مشرق. وينطبق هذا بصفة خاصة على النخبة الاقتصادية، والتي يستحسن أن يتذكر أعضاؤها أنهم يدينون بجزء كبير من حظوظهم في فرص التطور للحريات الأساسية للإنسان، والتي تُتبع في بلدنا. وفي واقع الأمر، يعد التقاعس عن العمل هو ألد أعداء حرية التعبير”.
وسبق انطلاق شرارة مظاهرات المظلات للمرة الأولى في هونج كونج عام 2014 بسبب بعض التعديلات المقترحة التي فرضتها الحكومة الصينية بشأن النظام الانتخابي الخاص بالمدينة. ثم اندلعت المظاهرات ثانيةً على نطاق أوسع في مطلع هذا العام على إثر التعديلات التي أُجريت في النظام القانوني، وتقضي هذه التعديلات بتسليم المواطنين المتهمين في بعض الجرائم للحكومة الصينية. وكان المتظاهرون يحملون المظلات لتحميهم من الغاز المسيل للدموع والرذاذ الحار الذي تستخدمه الشرطة. ومن ذلك الحين، تحولت المظلات إلى رمز للتظاهر.