مع تزايد المخاوف في أوروبا بشأن عودة الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” إلى الارتفاع مجدداً، كشفت بعض الإحصاءات القادمة من فرنسا وإيطاليا عن مؤشرات إيجابية حول صناعة النشر، تبشر ببدء التعافي التدريجي من التأثيرات الناجمة عن الحظر الصحي وإغلاق الحدود بين الدول.
وكشفت جمعية بائعي الكتب الفرنسيين ونقابة عمال المكتبات الفرنسية، عن ارتفاع مبيعات بائعي الكتب المستقلين بنسبة 29% في الفترة من 12 مايو إلى 12 يوليو 2020 مقارنة بالعام الماضي. ومع ذلك، فإن الصورة العامة لا تزال قاتمة، إذ انخفضت مبيعات المكتبات بنسبة 14% من 1 يناير إلى 12 يوليو.
وفي إيطاليا، أكدت جمعية الناشرين الإيطاليين أن خسائر الإيرادات على أساس سنوي قد انخفضت إلى النصف، من -20% في أبريل إلى ناقص -11% في يوليو. وقال ريكاردو فرانكو ليفي، رئيس الجمعية: “تُظهر هذه البيانات علامات مشجعة على حدوث تحسن، حيث يكشف سوق الكتب عن مسار تعافي الاقتصاد الإيطالي بأكمله”.
وأرجعت الجمعية هذا التراجع في الخسائر إلى ارتفاع حصة المكتبات من إجمالي مبيعات الكتب، حيث استحوذت على 52% من المبيعات في أبريل و56% في يوليو، بينما انخفضت حصة متاجر الكتب الإلكترونية إلى 48% في أبريل و44% في يوليو، وستكشف الأشهر القليلة المقبلة ما إذا كانت المكتبات ستواصل زيادة حصتها السوقية، أو إذا كانت فترة الإغلاق قد عجلت نمو المتاجر الإلكترونية التي تزايد حضورها في السنوات الأخيرة.
من ناحية أخرى، خفّضت جمعية الناشرين الفرنسيين من تقديراتها للخسائر لهذا العام، من 30% إلى 15%، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى 230 مليون يورو التي خصصتها الحكومة لهذا القطاع، إلى جانب استمتاع الفرنسيين بالقراءة خلال الأزمة، وفقاً للجمعية.