تتحدث الرواية الأخيرة للروائي الشهير ستيفن كينغ، بعنوان “بيلي سامرز” Billy Summers والتي صدرت مؤخراً عن دار نشر “هودر”، عن قناص سابق في الجيش تحوّل إلى قاتل مأجور لا يقتل إلا “الأشرار”.
بعد تكليفه بقتل محتال صغير، ينتقل بيلي سامرز إلى مدينة إقليمية في إحدى الولايات الأمريكية الجنوبية، ليعيش حياة مزدوجة في المجتمع المحلي، أثناء انتظاره للحظة إطلاق النار على ذلك المحتال.
ومثل جميع أبطال كينغ الجيّدين، يملأ بيلي وقته بكتابة قصة حياته بكل ما تتضمنه من مرحلة شبابية عنيفة ومأساة في زمن الحرب، لتسرد الرواية تفاصيل فرعية قد لا تتسق مع سير الأحداث الرئيسة، لكنها تكتسب وزناً تدريجياً مع انكشاف الجانب الأخلاقي غير المنتظم لبيلي.
طوال الرواية، تبدو شخصية بيلي وكأنها إعادة لكتابة رواية التاريخ البديل، “11/22/63” لكينغ أيضاً، ولكن تم سردها هذه المرة من وجهة نظر القاتل.
ومثل رواية “11/22/63” أيضاً، يسرد النصف الأول الأحداث بخطى سريعة ولكنه غني بالألوان والخصائص الفنية، فلطالما برع كينغ في رسم حياة الأمريكيين بتفاصيلها الثرية، مثل جلسات الطهي مع جيران بيلي، ولعب “الـمونوبولي” مع أطفالهم، ووجبات العشاء، التي تعد جميعاً أجزاءً من تصوير الكاتب الأسطوري لأسلوب الحياة الأمريكية.
تبدو حكايات بيلي عن طفولته في دار التبّني أشبه ما تكون بفترة الخمسينيات ثم التسعينيات من القرن الماضي، وتتشابه زيارة أرض المعارض بشكل كبير مع مشهد روايته “المنطقة الميتة”The Dead Zone ، وخصوصاً في مشهد طريق العودة. لكن كينغ لا يفقد لمسته، إذ يحتوي الكتاب على الكثير من الإشارات إلى التلفزيون والموسيقى المعاصرة، بالإضافة إلى تلميحاته عن تغيّر التركيبة السكانية، والسياسة التقدمية، وصولاً إلى الرئيس السابق ترامب.
وفي منتصف الرواية، يأخذ بيلي منعطفاً غير متوقع تماماً، لتدخل شخصية جديدة ستُغيّر مسار حياته وطبيعة الرواية. هنا يضيق التركيز، وتتسارع الوتيرة وتصبح الأخلاق أكثر ضبابية في الرواية، لكن ذلك يحقق توازناً غريباً مع نصفها الأول المشرق. لا يصلح هذا النوع من الكتابة عادة، لكن الأمر يختلف إلى حد كبير مع كينغ البارع في رسم الشخصيات وإثارة اهتمام القراء بتفاصيلها العرضية.
المصدر: الجارديان