اختيرت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة “كلمات” في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، رئيساً للاتحاد الدولي للناشرين، بدءاً من دورة أعماله المقبلة للعام 2021، لتكون أول امرأة عربية وإماراتية تتولى هذا المنصب في تاريخ الاتحاد، وثاني امرأة على مستوى العالم.
وفازت الناشرة البرازيلية كارين بانسا، مالكة دار Girassol Brasil Edições بمنصب نائب الرئيس، وهو ما يعني أنه للمرة الثانية في تاريخه الممتد على مدى 124 عاماً، سيكون للاتحاد قيادة نسائية في أرفع منصبين، وذلك بعد الأرجنتينية آنا ماريا كابانيلاس التي تولت رئاسة الاتحاد خلال عامي 2004-2008. ومنذ العام 2009، أصبحت دورة رؤساء ونواب رؤساء الاتحاد تمتد لمدة عامين، فيما يتم اختيار نائب الرئيس تلقائياً في منصب الرئيس للدورة التالية.
وأُجريت الانتخابات عبر الإنترنت خلال شهر نوفمبر الجاري، حيث تمكن جميع الناشرين الذين يتمتعون بالعضوية الكاملة في الاتحاد الدولي للناشرين من التصويت. كما مُنحت جمعية الناشرين السنغاليين العضوية الكاملة في الاتحاد، مع منح عضوية مؤقتة لمنظمة صناعة الكتاب في ترينيداد وتوباغو وجمعية الناشرين في أوغندا.
ومن بين التعيينات الجديدة التي تم الإعلان عنها في لجنة حرية النشر التابعة للاتحاد الدولي للناشرين، اختيار عضوين جديدين في اللجنة، هما الناشر الجورجي غفانتسا جوبافا، الذي حضر مؤخرًا مؤتمر الناشرين قبيل افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020، ومات باربلان، نائب رئيس السياسة العامة في رابطة الناشرين الأمريكيين.
وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي على رؤيتها في دعم صناعة الكتاب على المستوى الدولي، عبر تأسيسها لمؤسسة “ببلش هير” (PublisHer)، المنصة الرامية إلى بناء مجتمع داعم وعالمي من الناشرات، وتعزيز التنوع، وتكافؤ الفرص في قطاع النشر العالمي، كما قادت جهود تنظيم المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي للناشرين في لاغوس، ونيروبي، وعمّان.
وأضافت: “يعد اختياري ثاني امرأة تتولى منصب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين خلال 124 عامًا تقدمًا مهمًا في جهودنا لتعزيز التنوع. إن القيادة بالقدوة تضع الاتحاد على أساس أكثر صلابة لإثبات أهمية صناعة النشر. أخطط للعمل مع جميع أعضائنا لمساعدة صناعة النشر على التعافي من نتائج عام 2020 والانتقال بسلاسة إلى عالم ما بعد “كوفيد-19″، ووضع صناعتنا على مسار جديد ومشرق”.
من ناحيتها قالت كارين بانسا: “إنه لشرف لي أن أُنتخب نائباً للرئيس القادم للاتحاد الدولي للناشرين، وأتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب، الشيخة بدور القاسمي، للتغلّب على العديد من التحديات التي أوجدتها هذه السنة الصعبة، وكذلك لاغتنام الفرص المترتبة عليها لإعادة تشكيل صناعتنا للمستقبل”.
وشكر رئيس الاتحاد الدولي للناشرين المنتهية ولايته هوغو سيتزر، أعضاء الاتحاد على دعمهم وشجعهم على مواصلة العمل معًا للتغلّب على أضرار جائحة “كوفيد-19” على صناعة الكتاب، وقال: “لقد تشرفت حقًا بخدمتكم، أولاً كنائب للرئيس ثم كرئيس. منذ أن توليت منصب نائب الرئيس قبل أربع سنوات، قلت إنني أرغب في بناء جسور التفاهم بين مختلف الدول والثقافات. أنا متأكد من أن ما يوحدنا أكثر بكثير من القضايا الصغيرة الخلافية بيننا. هذا هو السبب في أن الاتحاد الدولي للناشرين ظل متحداً لما يقرب من 125 عامًا حتى الآن. دعونا نواصل العمل معاً لنكون قادرين على الخروج أقوى من هذه الأزمة”.
بدور القاسمي
وشكّل اختيار الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي لهذا المنصب الدولي الرفيع والذي يعد من أكثر المناصب تأثيراً في قطاع صناعة الكتب والمعرفة، سابقة عربية وعالمية تجسد جهودها في دعم صناعة النشر والناشرين على المستويين المحلي والعالمي، وذلك من خلال سلسلة المبادرات الدولية التي قادت فيها جهوداً نوعية خدمة لقطاع النشر في مختلف بلدان العالم، كما يعد بمثابة تكريم دولي لمسيرة إمارة الشارقة الثقافية بشكل خاص ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام.
وخلال مسيرتها، حققت الشيخة بدور القاسمي العديد من المنجزات ذات الأثر الكبير في مسيرة المعرفة الإماراتية، حيث أسست جمعية الناشرين الإماراتيين في العام 2009، التي نالت بفضل جهودها، العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي للناشرين في العام 2012.
ولعبت الشيخة بدور دوراً بارزاً في تتويج الشارقة بلقب “العاصمة العالمية للكتاب 2019″، لتسجل الشارقة بذلك لقب أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب، والثالثة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، حيث ترأست الشيخة بدور القاسمي اللجنة الاستشارية ومكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب.
وخطت الشيخة بدور القاسمي خطوات واسعة في دعم حق الأطفال واليافعين في الحصول على منتج معرفي وإبداعي بجدوة عالية، ينهض بمستقبلهم ويلبي تطلعاتهم، إذ أطلقت عدداً من الحملات تحت مظلة مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، بهدف توفير الكتب للاجئين والأطفال المتضررين من النزاعات والحروب حول العالم، وأسست مجموعة “كلمات”، المعنيّة بنشر كتب الأطفال واليافعين باللغة العربية، إضافة إلى تأسيسها للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني لـ”المجلس الدولي لكتب اليافعين.”