أكدت بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، أنها واجهت التحيّز في حياتها، وعبّرت عن إيمانها بضرورة تعزيز التنوع والشمولية في صناعة النشر.
جاءت هذه التصريحات على لسان رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين في كلمة ألقتها خلال مأدبة عشاء للناشرين على هامش مؤتمر الناشرين قُبيل انطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب في الثالث من نوفمبر الجاري، وذلك رداً على سؤال من أحد المشاركين أراد معرفة ما إذا كانت نشأتها المتميّزة قد ساعدتها أو أعاقتها في عملها بالصناعة، باعتبارها ابنة حاكم الشارقة وزوجة نائبه.
وفي ذات السياق، قالت بدور القاسمي: “لم يسبق أن طرح عليّ أحد هذا السؤال، وأرى أنه سؤال شخصي للغاية. إجابتي عليه هي أن خلفيتي شكّلت سلاحاً ذو حدين في بعض الجوانب، خاصة بالنسبة لشخص مثلي لديه شغف حقيقي ونية صادقة في إضافة قيمة إلى هذا العالم من خلال الكتب والنشر والقراءة ومحو الأمية”.
وتابعت: “حظيت في حياتي بفرص وافرة أتاحت لي تقديم إسهامات إيجابية، لكن في المقابل كانت هناك مناسبات تعرّضت فيها للتحيّز ولم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق. وفي مثل هذه المواقف الصعبة، أحاول أن أذكّر نفسي، باعتباري ناشراً وإنساناً، أنه لا ينبغي لأحد أن يحكم على الكتاب من غلافه”.
وأضافت: “في بعض الأحيان يمكن أن نكون أسرى لتصوراتنا وانطباعاتنا المسبقة التي تحجب عنا رؤية الجوهر الحقيقي للأشخاص من حولنا، وتمنعنا من التعرّف على نضالاتهم، وإخفاقاتهم، ونجاحاتهم، والتحولات والمنعطفات المفاجئة في حياتهم، والإنجازات التي حققوها بشق الأنفس”.
وأكملت: “في خضم العمل الذي أقوم به، أسعى جاهدة إلى إزالة الأفكار أو الانطباعات المغلوطة حول الأشخاص الذين ينتمون إلى نفس خلفيتي، وما يهمني قبل كل شيء أن أقدّم أفضل ما يمكنني القيام به بأخلاقيات عمل قوية، عاقدةً آمالي في كل ذلك على فتح الأبواب للآخرين وإلهام جيل الشباب لاحتضان مستقبلهم وإحداث شيء ملموس، كبيراً كان أم صغيراً، في هذا العالم”.
وتعالت أصوات التصفيق تقديراً وإعجاباً بكلمات بدور التي لفتت فيها إلى “ضرورة الاحتفاء بالاختلاف أو التميّز في صناعة النشر”. وتابعت: “دورنا هنا كناشرين هو إعطاء صوت للجميع، وهذا يستلزم منّا أن نركز على تحقيق المزيد من التنوع والشمول حتى نتمكن من ترسيخ القيم التي نسعى جميعاً إلى ترسيخها في مجتمعاتنا عبر كل ما ننشره من أعمال. لقد استمتعت حقاً بمناقشاتي معكم اليوم وبوجهات النظر المختلفة، وأنا على ثقة تامة من دور هذه المؤتمرات والفعاليات في توحيد كلمة الناشرين وتعزيز تأثيرهم على مستوى العالم”.
واختتمت قائلة: “أعلم أن أمامنا الكثير من التحديات، لكن عندما أراكم مجتمعين في كل حدث بهذه الطاقة الإيجابية والعزم، أعلم أننا سنتغلّب عليها في نهاية المطاف”.