مع اهتمام الشارقة بالشأن الأفريقي، ومساهمتها في عقد المؤتمرات الإقليمية للاتحاد الدولي للناشرين في أفريقيا – لا شك أن الإمارة قد سجلت نجاح كتاب المؤرخ البريطاني توبي جرين A Fistful of Shells– (الصادر في المملكة المتحدة من قبل دار بينجوين راندوم هاوس للناشر آلين لين) وهو كتابه المشهور عن تاريخ غرب أفريقيا الحائز على جائزة نايف الروضان للتفاهم بين الثقافات، بقيمة 25000 جنيه إسترليني.
ويُلقي الكتاب الضوء على الرواية السائدة عن غرب أفريقيا، ويبدد الخرافات التي تقول إن تاريخ القارة بدأ بوصول الأوروبيون في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ففي دراسة شاملة كانت نتيجة لسنوات طويلة من البحث داخل تسعة بلدان، تضمنت السماع للقصص الشفهية، ودراسة الخرائط، والكتابات، والخطابات، والمشغولات اليدوية وتجربة الكاتب نفسه داخل بعض دول المنطقة، يقدم توني جرين منظورًا جديدًا لأفريقيا فيما قبل الاستعمار، والذي لا يلقى له العالم الغربي بالًا.
وقال في كتابه إن تاريخ المنطقة لا يقتصر على فترة العبودية والإبادة بل هناك العديد من الأمور الأخرى. فالمناطق الساحلية هناك لم تكن منغلقة، أو خاملة أو “رجعية” قبل الاحتلال الأوروبي؛ بل كانت هناك ممالك عالمية ومتقدمة اقتصاديًا وثقافيًا، وتتاجر بعيدًا عن الغرب وبعملات متنوعة – مثل “الأصداف” التي يسمى باسمها الكتاب.
وقُدم المبلغ داخل مقر الأكاديمية الملكية في لندن لناشر الكتاب، سيمون ويندر؛ بالنيابة عن جرين الذي كان متواجداً في موزمبيق وقت التكريم. وقال أيش أمين، أحد أعضاء لجنة التحكيم: “إن هذا الكتاب بمثابة كنز؛ إنه كتاب رائد بالفعل، فهو نتاج سنوات من العمل بهدف سرد قصة مختلفة عن المنطقة قبل الاستعمار، وهي القارة المهمشة باستمرار. فقد غيّر تفكير لجنة التحكيم حول أفريقيا وساعدنا على فهم الطريقة التي يتغيّر بها العالم في الوقت الحالي، وليس فهم أفريقيا فقط. وأخيرًا، هو تاريخ مفصل لا يعلمه الكثيرون، ولكن يجب عليهم معرفته. ببساطة، هو كتاب ينير العقول”.
وتحمل الجائزة اسم الفيلسوف السعودي ومؤسس الأكاديمية، نايف الروضان، وانطلقت في 2013، لتكريم أفضل الأعمال غير الخيالية التي تثبت دقة الحقائق وأصالتها، وتساهم في التفاهم بين الثقافات وتبرز الترابطات والانقسامات التي تٌشكل الهوية الثقافية العالمية.
وتتولى سارة سكارليت (scarlett@penguinrandomhouse.co.uk) من دار بينجوين راندوم هاوس في لندن الحقوق الخارجية. وقد بيعت حتى الآن حقوق الكتاب إلى دار نشر جامعة شيكاغو، ولجهات برازيلية وصينية؛ وما زالت حقوق النشر في البلدان العربية والدول الأخرى متوفرة.