أعلنت الكاتبة والناشطة الألمانية ياسمينا كونكي عن انسحابها من المشاركة في إحدى الجلسات النقاشية بمعرض فرانكفورت للكتاب احتجاجاً على مشاركة دار النشر Jungeuropa الألمانية المؤيدة لليمين الجديد، حيث كان من المقرر أن تتحدث عن روايتها “قلب أسود” Black Heart، وقالت ببساطة إنه “لا مكان للنازيين في معرض فرانكفورت للكتاب”.
وجاء انسحاب الكاتبة التي ترجع أصول والديها إلى السنغال وكرواتيا، نظراً إلى تواجد موقع الفعالية التي كانت ستشارك فيها والمعروفة بـ”الأريكة الزرقاء” على الجانب الآخر من موقع منصة دار النشر المؤيدة للنازيين الجدد في ألمانيا والتي تتولى نشر مؤلفات أحزاب اليمين المتطرف في البلاد.
تأسست دار Jungeuropa في عام 2016، ويديرها فيليب شتاين الذي يشغل منصباً قيادياً في شبكة “واحد بالمائة”One Percent ، التي تضم أعضاء اليمين الجديد الألماني. وتزيّن منصة الدار في معرض فرانكفورت لوحة جدارية ضخمة لإحدى اللحظات المظلمة في التاريخ الفرنسي، والتي تُظهر متظاهرين من اليمين المتطرف يقومون بأعمال شغب في ساحة الكونكورد عام 1934، في تشبيه على ما يبدو لاقتحام مبنى الكابيتول بواشنطن في يناير 2021.
وتعقيباً على انسحاب كونكي أصدرت إدارة معرض فرانكفورت للكتاب وجمعية بائعي الكتب والناشرين الألمان بياناً مشتركاً أعربوا فيه عن أسفهم لعدم ظهور بعض المؤلفين المناهضين للعنصرية، وهو أمر سيؤثر سلباً على دعم التنوع في المعرض، وأكدوا أن معرض فرانكفورت طالما كان مكاناً للنقاش حول حقوق الإنسان، وحرية التعبير، ومواجهة التطرف.
وأضافوا: “حرية التعبير والنشر، بالنسبة لنا، تحظى بأهمية قصوى. لكن بالمقابل فإن الناشرين الذين يعملون في إطار القانون يمكنهم التواجد في معرض الكتاب، حتى لو لم نشاركهم وجهات نظرهم. في الديمقراطية الألمانية، حظر دور النشر أو منشوراتها هو دور المحاكم وليس الجهات الفاعلة الفردية مثل معرض فرانكفورت”.