تنتمي النجمة الهندية الشهيرة بريانكا شوبرا جوناس إلى ثقافة لا تشجع النساء على التحدث علناً عن حياتهن الشخصية، ناهيك عن نشر كتب عنهن. ولذلك، عندما فكرت في كتابة مذكراتها، كانت خطتها تدور حول السماح للقراء باستنباط الكلمات بين السطور.
وقالت شوبرا جوناس: “بدأت العملية في أوائل عام 2020 معتقدة أنني سأتحدث عن إنجازاتي، وإعطاء النصيحة لنفسي عندما كنت صغيرة. كنت أفكر في هذا النوع من الكتابة. اعتقدت أنني سأكتب بشكل سطحي ولن أخوض بالأجزاء الأكثر صعوبة في حياتي.”
وأضافت: “أصبحت العملية أشبه بالكتابة في مجلة، فعندما بدأت أفكر في كل شيء، أصبحت الكتابة تشريحاً لمشاعري، وإخفاقاتي، وألمي. تدفق الكثير مني لدرجة أنني لم أفكر أنه مر عليه سنوات كثيرة أو حتى لم أدرك أنني أتذكره”.
جاءت فكرة انغماس بريانكا الكامل في كتابة سيرتها الذاتية بعنوان “أنفينيشد” Unfinished في الوقت المناسب، فقد “كنت أقترب من العمل في صناعة الترفيه لمدة 20 عاماً وكان ذلك شيئاً أردت أن أعترف به شخصياً” كما قالت.
نشأت بريانكا، ابنة الطبيبين العسكريين، وهي تتنقل بين قاعدة عسكرية وأخرى، وكانت ذكرياتها عن المدرسة الداخلية أمراً شعرت بحاجة إلى الكتابة عنه وزيارته مرة أخرى. فالمدرسة أعطتها الاستقلالية كمراهقة. وفي سن الثالثة عشرة، سافرت إلى الخارج لأول مرة، وفي الولايات المتحدة، شعرت أن تلك الدولة يمكن أن تقدم لها الحرية التي تبحث عنها.
في رحلتها الأولى، لم تخف بريانكا من الابتعاد عن المنزل، مثلما شعرت عند دخولها المدرسة الداخلية بالهند، ولكنها لم تهيئ نفسها للتنمر والعنصرية التي ألقت بظلالها على حياتها الجديدة. وخلال سنتها الثانية في نيوتن بمقاطعة ماساتشوستس، بدأت مجموعة من الأشقياء في الصف التاسع باستهدافها.
حاولت بريانكا إدارة الموقف بنفسها لمدة عام، ولكن ثقتها بنفسها تأثرت، فقد: “سئمت من دفعتي ومن رؤية التعليقات السخيفة المكتوبة عني في حمام الفتيات”. حينئذ، اتصلت بريانكا بوالدتها وأخبرتها أنها تريد العودة إلى المنزل لأنها “انفصلت عن أمريكا.”
وتشير بريانكا في كتابها إلى وفاة والدها بسبب مرض السرطان في عام 2013، حيث قالت إنها لم تدقق أو تتعامل مع حزنها أبداً، ما أدى بها إلى المعاناة من اكتئاب ظهر على السطح بعد عدة سنوات.
وقالت: “بدلاً من ذلك، منحت نفسي القوة لألقي بمشاعري جانباً، وقمت بإلهاء نفسي بالعمل. لطالما لجأت إلى عملي عند المرور بأي نوع من وجع القلب أو الفشل أو الحزن أو الخسارة. كان العمل يبتلعني كلما احتجت إلى ذلك. كنت مثل النعامة، فلطالما دفنت رأسي في الرمال.”
ورغم الآلام، وفقاً لقولها، كانت النقطة المضيئة الملحوظة خلال فترة انفصالها عن الحياة، هي التقائها بالمغني ومؤلف الأغنيات الأمريكي نيك جوناس، الذي أصبح زوجها حتى الآن.
كان التفكير في ماضيها من خلال كتابة مذكراتها، بمثابة عملية استشفاء، إذ “لمرة واحدة في حياتي، سمحت لنفسي أن أشعر بالمشاعر التي كان يجب أن أشعر بها في ذلك الوقت” بحسب قولها.
ومع ذلك، شعرت بريانكا بخوف شديد من إصدار كتاب مذكراتها، “فلا تزال المذكرات حاضرة في ذهني خصوصاً أنني انتهيت للتو من الاستماع إلى النسخة الصوتية. طوال الوقت كنت أفكر، يا إلهي، كيف تحدثت عن هذه الأشياء؟ ولكن أتعلمون شيئاً؟ لا بأس. أتفهم أنه لا يمكنني التحكم في كل شيء دائماً. لقد فات الأوان الآن على إيقاف المطبعة.”
المصدر: مجلة Elle