روجر تاغولم
فازت رواية “المريض الإنجليزي” الصادرة عام 1992 للكاتب السريلانكي مايكل أونداتجي بجائزة مان بوكر الذهبية التي تمنحها الجائزة بمناسبة مرور خمسين عاماً على إطلاقها وتترك فيها الاخيتار لتصويت الجمهور.
وقال أونداتجي في كلمة له خلال الحفل الذي أقيم في مركز ساوث بانك في العاصمة البريطانية لندن: “لم أتصور ولا لثانية واحدة أن تتصدر روايتي قائمة الكتب المرشحة وأن يذكر اسمي جنباً إلى جنب مع ف. س. نايبول، أحد أعظم أدباء هذا العصر، أو أن يترشح كتابي مع أعمال كبيرة مثل “صالة الذئب” لهيلاري مانتل.. وأعرف أكثر من أى شخص آخر أن “المريض الإنجليزي” ليست رواية كاملة ومثالية بل فيها العديد من الأخطاء”.
وجاء اختار الروايات المرشحة لتصويت الجمهور من قِبل لجنة مكونة من عدد من الكتّاب والصحفيين، حيث اختار الكتّاب رواية واحدة تمثل عقدًا من الزمن وسبق وأن فازت بجائزة مان بوكر، حيث رشح روبرت ماكروم، المحرر الأدبي في صحيفة “أوبزرفر” البريطانية، رواية “في دولة حرة” للكاتب في.إس. نيبول عن فترة السبعينات؛ ورشح الشاعر ليمن سيساي رواية “القمر النمر” للكاتبة بينيلوبي ليفل عن فترة الثمانينات.
واختارت الروائية كاميلا شمسي رواية “المريض الإنجليزي” للكاتب مايكل أونداتج عن حقبة التسعينات والمذيع سايمون مايو اختار رواية “صالة الذئب” للكاتبة هيلاري مانتل عن فترة الألفية الثانية من القرن العشرين (الصادرة عام 2009)، فيما وقع اختيار الشاعرة هولي ماكنيش على رواية “لينكولن في باردو” للكاتب جورج سوندرز عن العقد الثاني من القرن العشرين (2010).
وحول اختيارها رواية “المريض الإنجليزي”، أشارت الكاتبة كاميلا شمسي إلى أن “الرواية تتغلغل في أعماق القارئ وتحثّه على قراءتها مرةً بعد مرة بحثاً عن شيء جديد أو متعة جديدة بين سطورها. قلةٌ من الروايات تستحق هذه الجائزة فعلياً: إنها رواية تحفّز على التحول، تتحرك أحداثها بسلاسة بين الملحمة والحياة الشخصية – ففي لحظة تنظر إلى الصحراء الواسعة، وفي اللحظة التالية تشاهد ممرضة تضع قطعة من الخوخ في فم مريض … تتميز الرواية ببنية معقدة وغنية بالأحداث المكتوبة بشكل جميل بحيث تثري إحساس القارئ بأسمى المعاني والقيم الإنسانية في كل صفحة من صفحاتها”.
وفي عام 1996، تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي حمل الاسم نفسه ولاقى رواجاً كبيراً، الفيلم يصور ويرصد حياة أربع شخصياتٍ من خلفياتٍ عرقيةٍ مختلفةٍ إبان نهاية الحرب العالمية الثانية، جمعتهم ظروف الحرب القاسية في فيلا بقريةٍ نائيةٍ بإيطاليا. تم تصوير الفيلم في تونس بدلاً من القاهرة في واحة تمغزة الجبلية عند جبل النقاب، وهو جزء من سلسلة جبال الأطلس.