خلال جولة ترويجية في هولندا لروايتها “بيت الحلوى”، لاحظت الكاتبة جينيفر إيغان الحائزة على جائزة بوليتزر أن معظم المعجبين أحضروا لها نسخاً باللغة الإنجليزية لتوقيعها. وهذا ما أكدته ناشرتها الهولندية De Arbeiderspers، التي ذكرت أن 65% من مبيعات الكتاب في هولندا كانت باللغة الإنجليزية. ويتجلّى هذا الاتجاه في جميع أنحاء أوروبا، وخاصة في الدول الاسكندنافية وألمانيا، حيث ترتفع معدلات المتحدثين باللغة الإنجليزية، ما يدفع العديد من القراء إلى تفضيل الإصدارات الإنجليزية الأصلية على الترجمات.
ويثير هذا التحوّل في توجهات القراء مخاوف بين الناشرين الأوروبيين والوكلاء الأدبيين في الولايات المتحدة وبريطانيا، لأنه قد يقوض سوق الكتب المترجمة. فالطبعات باللغة الإنجليزية المخصصة للأسواق الأخرى، والتي غالباً ما تكون أرخص من نظيراتها المترجمة، تهدد عائدات الناشرين المحليين وتجعل من الصعب تبرير تكلفة ترجمة وتسويق الأعمال الأجنبية. وحذر توم كراوشار، الناشر في دار “كليت كوتا” الألمانية، من أن هذا الاتجاه قد يؤدي إلى انهيار سوق الكتب المترجمة.
ويتم تعزيز شعبية وانتشار الكتب الإنجليزية في الأسواق الأوروبية من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”، حيث تؤثر هذه الاتجاهات في تسويق الإصدارات الجديدة على القراء الشباب لشراء الكتب بلغتهم الأصلية. ويفضل العديد من الشباب اليوم في الدول الأوروبية الإصدارات الإنجليزية ذات الأغلفة الأصلية لمنشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. في العاصمة الهولندية، أمستردام، على سبيل المثال، تعرض أقسام الشباب بالمكتبات في الغالب كتباً باللغة الإنجليزية.
ويتكيّف الناشرون مع هذا الاتجاه الجديد من خلال إصدار كتب مترجمة بعناوين وأغلفة باللغة الإنجليزية مشابهة للنسخ الأصلية. وعلى الرغم من التحديات، فإن بعض بائعي الكتب، مثل جان بيتر برينجر من Libris، يرحبون بتدفق القراء الشباب الذين جلبهم اتجاه اللغة الإنجليزية، مشيراً إلى أنه يُنشّط الحركة في المكتبات. ومع ذلك، فإن الارتفاع في مبيعات الكتب باللغة الإنجليزية يعكس أيضاً ثقافة القراءة المتنامية والحيوية بين شباب أوروبا.
المصدر: نيويورك تايمز