انتقلت الكاتبة والشاعرة شريا سين هاندلي، المقيمة ببريطانيا والمولودة في كالكوتا الهندية، حالياً إلى شكل جديد من الكتابة، حيث تم اختيارها لكتابة قصة أوبرالية تحتفي بمساهمة الأطباء الهنود في خدمات الصحة الوطنية البريطانية لصالح عرض “مايغريشينز” بدار أوبرا ويلز.
ومؤخراً، نقلت شريا قرائها عبر مقال حول أشباح ضحايا جائحة كورونا إلى عالم حزين، فيما تسعى العام المقبل إلى نشر كتابٍ في أدب الرحلات يتحدث عن روايات الأفراد العاديين الذين تحمل حياتهم كثيراً من التفاصيل المثيرة.
في هذا الحوار تحدثنا مع شريا حول مواضيع مختلفة…
ما هي أهمية مشاركتك في أوبرا “مايغريشينز” بدار أوبرا ويلز التي تحتفي بمساهمة الأطباء الهنود في خدمات الصحة الوطنية البريطانية؟
أنا واحدة من ستة مؤلفين سيكتبون قصص الأوبرا وقصتي، “هذه الحياة”، عبارة عن كوميديا مظلمة ولكنها غزيرة، تتحدث عن انضمام الأطباء الهنود إلى خدمات الصحة الوطنية البريطانية في عام 1968، حين تمت دعوة أطباء دول الكومنولث للانضمام إليها ولكنهم فوجئوا بخطاب عنصري ومسيرات مناهضة للمهاجرين عند وصولهم.
كيف كان رد الفعل تجاه كتابك “مذكرات جسدي” في الهند؟ ولماذا قررتِ نشره في هذا الوقت تحديداً؟
عنوان الكتاب مستوحى من مقال شهير نشرته على موقع “سي إن إن- آي بي إن” في 2014 حول النوع الجنسي والحياة الجنسية، تحدث عن قضايا خطيرة بأسلوب فكاهي مثير للدهشة، فاستحوذ على خيال الشابات الهنديات اللواتي رغبن التحدث بصراحة عن هذه القضايا ولكن لم يحظين بالفرصة. تواصلت معي دار “هاربير كولينز” لتأليف كتاب يستند إلى هذا المقال وقررت إضافة قصص أكثر عن نفس الموضوع.
مؤخراً، كتبتِ مقالاً أسميته “أشباح الأوبئة الحالية والماضية”، فما هي العواطف التي أطلقها هذا الوباء في نفسك؟
لقد كتبت عن عالمنا الذي تلاحقه أشباح أولئك الذين ماتوا بشكل مأساوي في هذا الوباء، وكذلك عن الذين عاشوا بعد الإصابة به ولكننا لا نستطيع رؤيتهم.
أنا أتعامل مع العواطف التي سببها الوباء من غضب، وحزن عميق، وقلق، وعجز، وأمل، وعزم على تأسيس عالم أفضل لأطفالنا، ثم العودة إلى الحزن والغضب بشأن سوء تعامل العديد من حكومات العالم مع الوباء.
تواصلن حالياً تأليف كتاب “ذي أكسيدينتال توريست” المصنّف ضمن أدب الرحلات.. متى سيتواجد الكتاب في الأسواق؟ وهل هو مستوحى من رحلاتك؟
ستقوم دار “هاربير كولينز” بنشره في 2021، واستلهمته من أسفاري، ولكنه لا يتعلق بالأماكن المبهجة التي أذهب إليها، بل بالبهجة التي أتمتع بها في تلك الأماكن التي قد تكون عادية في بعض الأحيان، إلا أن بها أشياء تثير اهتمامي. إنه سفر يستطيع الجميع القيام به.
إنها الطريقة التي أرى بها تلك الأماكن والعالم أجمع، لأروي القصص التي تنبع منها، والتي ميزت مقالاتي عن السفر وسأواصل سردها في هذا الكتاب أيضاً.
لماذا تختارين الكتابة عن الناس العاديين دائماً؟
الناس العاديون مثيرون للاهتمام للغاية. لديهم الكثير من الأحداث في حياتهم. وإذا فكرت في الأمر، ستجد أن أفضل القصص تدور حول الناس العاديين.
في هذه الأيام، هناك اهتمام كبير بثقافة المشاهير، والأبطال الخارقين، والأشرار، والأساطير، والآلهة، والوحوش، أو الأشخاص الذين يقول لكم مبتكروها أنهم مختلفون كلية، ولكنهم ليسوا كذلك، فكل شخصية لها خصائص أساسها بشري وعالمي، يمكن العثور عليها في داخلنا جميعًا.
لقد كتبتِ قصيدة لصالح الحملة الوطنية لمكافحة جرائم الكراهية بعنوان “نو مان إز آه سنينتون آيلاند”، ما الذي ألهمكِ لتأليفها، وهل تعتقدين أنها تتماشى مع نداءات مناهضة العنصرية بعد وفاة جورج فلويد مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية؟
بينما كنت أستعد لكتابة هذه القصيدة، لم أستحضر فقط قصيدة جون دون الشهيرة “نو مان آن آيلاند”، ولكن أيضًا العديد من جرائم الكراهية اليومية، سواء تلك المتعلقة بالعنصرية، والتحيز الجنسي، والإسلاموفوبيا، وغيرها.
على الرغم من أنها كتبت في فبراير الماضي، إلا أن صداها يتناسب مع الأحداث الجارية. هناك تقدم سطحي، وعدم مساواة، وظلم، وقمع لم يتم معالجته منذ قرون.