رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين: إفريقيا قارة ملهمة للعاملين بصناعة الكتاب
أشادت الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، بنجاح “الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر” الذي أطلقه “الاتحاد الدولي للناشرين” بالتعاون مع دبي العطاء، المؤسسة الإنسانية العالمية التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، والذي قدّم منحاً استثمارية قدرها 800 ألف دولار أميركي، في استمرار الحصول على التعليم، والوصول إلى الكتاب، وإعادة إحياء المكتبات، من أجل مستقبل أفضل للقارة الإفريقية.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقتها الشيخة بدور القاسمي في ندوة “ضوء على إفريقيا” الذي أقيم خلال فعاليات “معرض فرانكفورت الدولي للكتاب” 2022، بحضور يورغن بوس، الرئيس والمدير التنفيذي للمعرض، حيث تضمن برنامج الندوة عدة جلسات حوارية بمشاركة نخبة من المتحدثين من القارة الإفريقية والعالم.
وركزت جلسات الندوة على التحديات الرئيسة التي تواجهها منظومة النشر الإفريقية مع توجهها نحو التعليم “عن بُعد” خلال انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، بالإضافة إلى استعراض الجهود القائمة للارتقاء بالمكتبات وتعزيز دورها في تثقيف المجتمعات، ومناقشة أهمية النشر الميسَّر للقارة الإفريقية.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: “يتماشى شعار الدورة الحالية من معرض فرانكفورت: ترجمة، نقل، تحويل: الكلمات تربط العوالم، مع روح الإلهام الذي تبثه إفريقيا في نفوس العاملين بصناعة الكتاب، والدعم الذي قدمه الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر، لمساعدة الناشرين الإفريقيين على ترجمة ونقل ثقافتهم للأجيال القادمة، وتعزيز مستقبل قارتهم”.
وأكدت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين أن الاتحاد قدم منحاً مالية للمرة الأولى منذ تأسيسه قبل 126 عاماً عن طريق الصندوق، وأثبت نجاح برنامج المنح فاعلية الاستثمارات التي دعمها، مضيفة أن أهمية الصندوق لا تقتصر على الدعم المالي الذي قدمه للمؤسسات والمشاريع التي ساعدها فحسب، وإنما على الطاقات التي ولّدها، والآمال التي ألهمها، والحماس الذي غرسه في مئات المتقدمين من مختلف الدول الإفريقية.
وتضمن برنامج ندوة “ضوء على إفريقيا” جناحاً جماعياً للصندوق الإفريقي للابتكار في النشر، والذي عرّف جمهور “معرض فرانكفورت الدولي للكتاب”، وزواره من جميع أنحاء العالم، على أعمال الفائزين بالمنح من المبتكرين المؤثرين في مجال النشر الإفريقي الذين ركزوا على تحفيز القراء الجدد من خلال الأعمال والسرديات المحلية، وتحديث المكتبات، والاستفادة من التكنولوجيا للوصول إلى القراء الشباب المثقفين رقمياً.
وسلّطت الشيخة بدور القاسمي في كلمتها الضوء على أهمية التعاون الدولي بين أسواق قارات العالم، مؤكدة أن التضامن والعمل مع بعضنا البعض هو السبيل الوحيد للتقدم، وبشكل خاص في مرحلة ما بعد كورونا للحد من تداعيات الجائحة العالمية على قطاع النشر، والقطاعات الأخرى المرتبطة به وفي مقدمتها التعليم.
وهنأت الشيخة بدور القاسمي الفائزين بمنح الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر الحاضرين بالندوة، مشيرة إلى أن مشاريعهم أحدثت أثراً إيجابياً ملموساً على حياة القراء الشباب في جميع أرجاء إفريقيا، وفي الوقت ذاته، جعلت من النشر والقراءة محركاً للنمو الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
ومنذ عام 2019، استفاد 12 مشروعاً في 13 دولة إفريقية من المنح السنوية التي يقدمها الصندوق، والذي أسهم أيضاً في تمويل مبادرتين على مستوى القارة، وساعد على بناء وترميم عدة مكتبات في كينيا وتنزانيا وزمبابوي، كما مول الصندوق خلال العام الجاري مشاريع تركز على النشر الميسَّر لتعزيز الأعمال المخصصة للقراء المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية في إفريقيا.
وبفضل منح الصندوق، تمكنت 400 فتاة ممن لا يستطعن الوصول إلى المصادر التعليمية من الحصول على التعليم الذي يزودهن بالمعارف والمهارات، بالإضافة إلى توفير المحتوى الإلكتروني والرقمي للأطفال، ودعم التعليم والقراءة خارج الصفوف المدرسية، وتعزيز ترجمة الكتب إلى اللغات المحلية الإفريقية.