من المقرر أن يستفيد أطفال المدارس والمعلمون والمكتبات والمجتمعات الريفية في خمسة بلدان أفريقية من الدفعة الثانية من المنح المقدمة من الصندوق الأفريقي للابتكار في النشر، الذي أطلقه الاتحاد الدولي للناشرين بالتعاون مع “دبي العطاء”، حيث اختار الصندوق خمسة مشاريع من بين 311 مشروعاً من 26 دولة أفريقية، وحصلت الجهات القائمة على تنفيذها على ما مجموعه 170 ألف دولار أمريكي.
في غانا ستستفيد من المنحة مؤسسة تعليم الفتيات التي تعمل على دعم 400 فتاة في منطقة باغا الريفية التي تضم 100 ألف نسمة، وستساعد المؤسسة هؤلاء الفتيات على مواصلة تعليمهن وضمان وصولهن إلى الموارد التعليمية في ظل التحديات التكنولوجية وصعوبة الوصول إلى خدمات الإنترنت.
وفي كينيا حصلت على المنحة منظمة الكتاب الإلكتروني (eKitabu) التي ستعمل مع الناشرين على الارتقاء بالتعلم عن بُعد، ودعم أكثر من 9 ملايين طالب ومعلم بمواد تعليمية رقمية، ابتداءً بكينيا التي تعد مركز النشر الإقليمي الأبرز في شرق أفريقيا، مع خطط للتوسع إلى 12 دولة أفريقية.
أما في راوندا، التي لعبت المكتبات المجتمعية دوراً محورياً فيها بعد إغلاق المكتبات بسبب الوباء من خلال قيامها بتعزيز محو الأمية ومهارات القراءة والكتابة الأساسية، فستقوم منظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children) الحاصلة على منحة الصندوق بتدريب 270 أمين مكتبة في ثماني مكتبات مجتمعية على استخدام التكنولوجيا لتعزيز ثقافة القراءة، بالإضافة إلى توفير المواد القرائية الإلكترونية، حيث ستسهم هذه الخطوة بمساعدة 1.6 مليون طفل على مواصلة القراءة بعد انقطاعهم عن المدارس بسبب إغلاقها.
ونالت مؤسسة دعم الكتاب الدولية (Book Aid International) في تنزانيا منحة الصندوق التي ستستخدم في تحويل ثلاث حاويات شحن كبيرة إلى مكتبات مجتمعية مجهزة تجهيزاً كاملاً في منطقة دونغا الريفية بإقليم زنجبار التي تضم 76 ألف نسمة، وستسهم هذه المكتبات بتمكين الأطفال من مواصلة القراءة، ومساعدة الشباب على الاستعداد للامتحانات، بالإضافة إلى تمكين البالغين من القراءة وتعلم مهارات جديدة.
ونظراً لافتقار المجتمعات في جميع أرجاء زيمبابوي إلى البنية التحتية الاجتماعية والثقافية القوية مثل المكتبات مع نقص الموارد المخصصة للمدارس في الأرياف، دعم الصندوق المبادرة التي يقودها الشاعر الشهير شيريكور شيريكور لبناء مكتبة مجتمعية حديثة في نيماشاكويه، حيث ستوفر هذه المكتبة لـ 800 طالب وشاب فرصة الوصول إلى الكتب، وإلى مكان آمن مخصص للدراسة وتعلم البرامج المخصصة لاكتساب المهارات.
وقالت بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين: “تسبب انتشار وباء (كوفيد-19) بعرقلة العملية التعليمية لملايين الطلاب في جميع أنحاء العالم، وتفاقمت آثاره تداعياته السلبية بصورة واضحة في الدول التي تعاني بنيتها التحتية في مجال الاتصالات من الضعف، ولا يمكنها أن تدعم عملية التواصل اللازمة للتعلم عن بعد ووسائل التعليم الافتراضي المختلفة، وبعد أن تلقينا عدداً كبيراً من الطلبات، يسرنا أن نعتمد خمسة مشاريع نحن على ثقة بأنها ستحقق فوائد كبيرة لشريحة واسعة من الأطفال واليافعين والشباب في القارة الأفريقية”.
من جهته، قال الدكتور طارق القرق، الرئيس التنفيذي لـ”دبي العطاء”: “تسببت أزمة كورونا بانقطاع 250 مليون طفل عن التعليم في القارة الأفريقية، وأدى الافتقار إلى الوصول إلى خدمات الإنترنت، ومرافق المكتبات، والفجوات الرقمية الكبيرة بين المدن والأرياف، إلى عدم تمكن الطلاب في المناطق الريفية من مواصلة التعلم عن بعد، وتأثرت الفتيات بشكل خاص جراء عمليات الإغلاق كما ازدادت مسؤولية الأمهات بسبب رعاية الأطفال والأعمال المنزلية، وستسهم منحة الصندوق الأفريقي للابتكار في النشر بمواجهة هذه التحديات وتجنب انقطاع الأجيال الناشئة عن التعليم والمعارف ومهارات القراءة والكتابة والمهارات الحياتيّة”.