إيمان خالد بهنسي شاعرة وكاتبة وقاصة سورية تكتب في الحب والوجدان والعلاقات الإنسانية الفلسفية، وهي مغمورة بحب الوطن، وتهدف في كتاباتها إلى توصيل رسالة إلى الكون مضمونها الحب الخالد وغير المشروط بالإضافة إلى دمج المشاعر بقيم التسامح والسلام بعيداً عن الحزن وفي حال وجوده تجد له مخرجاً! “ناشر” كان له هذا الحوار معها ليعرّف قراءه على ديوانها الجديد “أرتدي وطني”.
– لماذا أطلقتي على ديوانك الجديد عنوان “أرتدي وطني”؟
حين يكون الوطن بعيداً عن الجسد نحتاج رداءً يُشعل للبرد ناراً وجمرا، فنرتديه أجمل الأثواب، وحين يكون الرداء وطناً، وحده فاقد الوطن يدرك أن كل نار الأرض باردة، ولا يغيّر برد الجسد إلا وهج الوطن، فهو الوحيد الذي يعطينا أنواعاً من الدفىء، فما أجمل دفىء الكرامة والأمان والسلام، وفاقد الوطن لا يملك حتى أن يكون مجرد إنسان، وحين أرتدي وطني أحجز له تذكرة سفر أينما سافرت فيرتديني!
– لماذا اخترتي معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019 لإطلاق الديوان؟
اخترت معرض الشارقة الدولي للكتاب لأن أحداثه وفعالياته عالمية ولا تقتصر على الأمسيات والندوات وعرض الكتب من قبل دور النشر، بل تشمل العروض الفنية والثقافية والمسرحية، إضافة إلى التواجد الكبير لوسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، وهو حلم لكل مؤلف أن يقدم كتابه بين زوار المعرض في ركن التواقيع الذي يتهافت عليه عشرات القراء، ولا ننسى الحدث الأكبر الذي شهده المعرض وهو أكبر حفل توقيع كتب في العالم، والذي دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وكنت أحد المشاركين فيه.
– من حضر توقيع ديوانك لاحظ أجواءً فريدة في المكان.. لماذا؟
أحببت أن أكون متميزة عن بقية زملائي لأن الموقف ليس مجرد توقيع على كتاب ثم إهداءه للقارئ بل رغبت أن أوصل حالة الديوان من عشق ورومانسية وأحلام إلى نفوس القراء الذين تهافتوا إلى منصتي، وقد جلبت الشموع والبخور والنجوم المضيئة وعلقت حروف اسمي على الجدران وأشعلت الموسيقى الممزوجة بقصيدي.
– تتبعين أسلوب “الهايكو” الياباني في قصائدك وهو أسلوب حديث عربياً.. لماذا؟
كون القصيد يأتي كحلم يداعب مشوار النوم قد نتذكره عند الاستيقاظ أو نتذكر منه القليل فيدق أجراساً تداعب حيناً الخيال وحيناً المعنى.. كذالك القصيد، أحياناً يأتي إلينا وأحياناً نرحل إليه، والفلسفة جزء لا يتجزأ من القصيد وأعمق ما في المعنى الاختصار الذي يوصلك إلى بر المقصود، فكم يختصر الهايكو المعنى والزمن والموسيقى، لكني لا أتبنى الهايكو ولا المعنى الفلسفي له، وإنما الحالة التي تكون فيها في سباق مع الزمن. ففي القصيدة الموزونة، الشاعر يحلل ويبني ويهدم وأحياناً يأسر ويكبل برتابة الواقع. أما الهايكو فيختصر المشوار باختزال كل ما تقدم بأسلوب جزلي مفعم بالمعنى لا يخلو من الفلسفة العميقة.. يختصر كل شيء حتى الزمن.
أخبرينا عن تكريمك مؤخراً وعن مشاريعك المستقبلية؟
مؤخراً حصلت على جائزة ناجي نعمان للأدب لعام 2019 وهي جائزة مهمة عربياً يتقدم إليها سنوياً عشرات الشعراء وتعطى الجائزة وفق معايير وشروط دقيقة وصعبة، والحمد لله نجحت في إقناع اللجنة من خلال أوراقي المقدمة، وتم تكريمي في باريس باليونيسكو وجامعة ايفري، وأنا بصدد المشاركة في جائزة لندن الأدبية لشعر النثر، وهي نقلة مهمة وجميلة في حياتي.