افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس اللجنة الاستشارية للشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، فعاليات المعرض الفني “وأصبح الخيال حقيقة” الذي ينظّمه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف ، احتفاءً بلقب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب. حيث يكشف فيه عوالم من خيال الكاتب والشاعر الدنماركي هانز كريستيان أندرسن الذي اختير يوم ميلاده ليكون يومًا عالميًا لكتب الأطفال، وذلك خلال الفترة من 1 مارس إلى 30 مايو المقبل في متحف الشارقة للفنون.
وجاء المعرض الذي يقام للمرة الأولى في الوطن العربي، بحضور كل من معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة؛ ومعالي حصة بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع؛ ومنال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف؛ وصالحة غابش، مديرة المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة؛ وأحلام البلوكي، مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب؛ وعبداللطيف الحمادي، مدير العلاقات العامة في اتصالات.
ويحتفي المعرض، الذي يعكس رسالة المجلس الرامية إلى ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأطفال والشباب، بحياة أندرسن وأعماله بطابع تفاعلي يحاكي أسلوب الكاتب الذي يستحضر عالم الخيال السحري ويمزجه بالحياة الواقعية، بطريقة تعكس قدرةً فريدة على سرد القصص ونقل الحكايات الشعبية المرتبطة بالعديد من الثقافات بطبيعية وتلقائية، ليقدم الكاتب للعالم مجموعة من القصص والأعمال الأدبية الأكثر ترجمةً وانتشاراً في العالم.
وتتميز قصص أندرسن المؤثرة بمزيج من الحس الفكاهي والحزن أحياناً، كما استمد بعضها من تجارب عاشها في طفولته مثل “البطة القبيحة”؛ فيما يبرز في بعضها الآخر انتصار الخير على الشر كقصة “ملكة الثلج”، في حين أن قصصاً أخرى تنتهي بطريقة مأساوية مثل “حورية البحر الصغيرة” التي تحكي قصة حبها غير المشروط للأمير.
ويحتضن المعرض في أروقته 15 قاعةً تستضيف نماذج عن لوحات الكاتب وأعماله الفنية المستوحاة من بعض قصصه الخيالية، كما خصص المعرض إمكانية لقاء شخصيات الكاتب الخيالية مستخدماً بذلك أحدث الوسائل التكنولوجية التي تحوّلها أمام الزوّار إلى شخصيات تفاعلية افتراضية.
برنامج ثقافي غني للقراء الشباب
وإلى جانب المعرض، المفتوح للزوار مجاناً، ينظم المجلس مع متحف الشارقة للفنون سلسلةً من ورش العمل والأنشطة المجانية باللغتين العربية والإنجليزية، والمستوحاة من تجارب إبداعية كان يقوم بها أندرسن بنفسه، تهدف إلى إطلاق العنان لمخيلات الأطفال واليافعين، وتعزّز مهاراتهم الإبداعية، من خلال المشاركة في إعداد رسومات لغلاف قصة “حورية البحر الصغيرة” و”البطة القبيحة”.
وسيكون أمام زوار المعرض الفرصة للانضمام إلى عدد من الأنشطة مثل الرسم باستخدام الحبر والورق، وتصميم الأزياء الخيالية من شرائط القماش، إضافة إلى عروض مسرح الظل، وصنع أشكال مختلفة من الورق من خلال قصّه وطيّه، وتتضمن الفعاليات أيضاً تقديم مجموعة من جلسات السرد القصصي، حيث سيقوم الأطفال برسم شخصياتهم المفضلة بعد الاستماع إلى القصص أو إعادة كتابة الحكايات الخيالية مع إضافة لمسة إماراتية إلى أحداثها.
ويتيح المعرض للزوار فرصة المشاركة في مسابقة للكتابة الخيالية والرسم الإبداعي للأطفال، حيث يتعين على المشاركين كتابة قصص أصيلة لم يتم نشرها سابقاً في حدود 500 أو ألف كلمة، يشترط أن تحمل بناءً ينمي الخيال؛ فيما يجب أن يقدم المشاركون في مسابقة الرسم أعمالاً فنيةً تحمل مشاهد خيالية ذات أبعاد وأهداف إنسانية نبيلة، وقيم اجتماعية، على لوح قماشي بحجم A3 وباستخدام ألوان الأكريليك، على أن تسلم الأعمال المشاركة خلال موعد أقصاه الخميس 30 أبريل 2020.
وحول تنظيم هذا المعرض، قالت مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: “تضع الشارقة خلال فعاليات العاصمة العالمية للكتاب الثقافة الإنسانية بكل أشكالها في حوار مفتوح ولقاء تفاعلي معي الجمهور، فالمعرض يحتفي بإبداعات كاتب وشاعر دانيماركي عالمي، يعد أحد أعظم رواة القصص في عالم الأدب، وتميّز برواياته الخيالية التي لا تزال تؤثر بالقراء من مختلف اللغات، على الرغم من أنها كتبت منذ 200 عامٍ، وفي فترة زمنية وبيئة ثقافية مختلفة، لنؤكد بذلك أن المعرفة لا تنتهي، وأن الإبداع قادر على بناء فضاء واسع للحوار الحضاري بين شعوب العالم”.
وأضافت العقروبي: “يأتي تنظيمنا للمعرض في إطار التزامنا بترسيخ حب المطالعة في نفوس الأطفال والشباب، وتشجيعهم على توسيع آفاقهم وإثراء تجاربهم الثقافية من خلال الغوص في عالم الحكايات الخرافية وابتكار حكاياتهم الجميلة؛ فمن يبتكر القصص الرائعة يبتكر المستقبل المشرق”.
من جهتها قالت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: “يسعدنا المشاركة في جدول فعاليات الشارقة العاصمة العالمية للكتاب، والمساهمة في تحقيق الأهداف العامة لاستراتيجية إمارة الشارقة، بما ينسجم مع مكانتها الثقافية، حيث تعتبر الفنون الأدبية كأدب الخيال، والرسم، والنحت، والتصوير، والموسيقى، وغيرها، مصدراً جوهرياً من مصادر التربية، وغرس السلوكيات السليمة، وهذا ما دفعنا إلى التعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تنظيم المعرض، إذ تعتبر القصص التي كتبها المبدع هانز كريستيان أندرسن، من أفضل الأعمال الأدبية التي يمكن أن تقدم للأسر والأطفال، ليستلهموا منها الرسائل، والقيم التي يفهمها الصغار بمعانيها البسيطة، ويأخذها الكبار بمفهومها العميق”.
وأضافت: “نتوقع أن يشهد المعرض طيلة أيام انعقاده، إقبالاً جماهيرياً واسعاً، يشمل الكبار والصغار، ويضم مختلف فئات المجتمع، نظراً لشهرة أندرسن وأعماله الأدبية التي ترجمت إلى عشرات اللغات، ما يجعل من الحدث، منصة لاستقبال مختلف الأطياف، والجنسيات والثقافات التي تعيش على أرض الإمارات، ليتحدثوا جميعاً ويتحاوروا بلغة واحدة، هي لغة أدب الحكايات الخرافية، ذات المضامين والأهداف الراقية”.
ويوفر المعرض الفرصة أمام الزوار لمشاركة تجاربهم عن المعرض على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الوسم #عوالم_هانس للحصول على فرصة لربح جوائز قيّمة.