تماشياً مع جهودها الرامية لتعزيز حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها، نظم “مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب”للعام 2019 ورشة عمل متخصصة لـ12 مترجماً من 7 دول عربية وأجنبية، بهدف تنمية مهاراتهم في الترجمة الأدبية باللغتين العربية والإنجليزية.
وتقام الورشة التي عقدت من 13 إلى 15 فبراير الجاري، تحت عنوان “ترجم”، بالتعاون مع “المجلس الثقافي البريطاني”، و”مجموعة كلمات” ومؤسسة “نيو رايتنغ نورث” في مقهى الراوي الثقافي بالشارقة. وتأتي هذه المبادرة الأدبية ضمن البرنامج الذي أعدته الشارقة للمشاركة في “معرض لندن الدولي للكتاب” 2020، والذي يركز على دور الإمارة ومكانتها كمنصة إقليمية للترجمة، بالإضافة إلى جهودها في قطاع النشر المعني بالترجمة من العربية وإليها على المستويين المحلي والإقليمي.
وفي اليوم الأول من الورشة، توجهت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، ورئيس اللجنة الاستشارية للشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، والمؤسس والرئيس التنفيذي لـ”مجموعة كلمات”، بالشكر للمشاركين، وقالت: “تبرز أهمية حركة الترجمة في أنها تقدم فرصةً فريدةً للاطلاع على ثقافات مختلفة ومعرفة ما يجري من أحداث في أنحاء العالم؛ ومشاركتكم في مثل هذه الفعالية من شأنها أن تسهم في مواجهة واحد من أبرز التحديات والمتمثل في التعريف بالثقافة العربية وتقريب وجهات النظر مع مختلف حضارات العالم وتعزيز قيم التعاطف. أشكركم جميعاً على مشاركتكم ودعمكم الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
بدوره، قال غافين أندرسون، مدير المجلس الثقافي البريطاني في دولة الإمارات: “يسرنا أن نعمل بالشراكة مع مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب، مجموعة كلمات ونيو رايتينغ نورث في تقديم ورشة عمل ناجحة للغاية في الشارقة والتي شهدت حضور مترجمين من العربية إلى الانجليزية ومن الانجليزية إلى العربية من 7 دول، حيث كانت هذه الورشة فرصة رائعة لهم للتعاون وتطوير مهارتهم في الترجمة. نحن حريصون على دعم الترجمة لأنها الوسيلة التي يمكننا من خلالها مشاركة أعمالنا الأدبية وهذا من شأنه أن يمنحنا جميعاً نظرة ثاقبة على عوالم وخبرات أخرى”.
وقال مدير المجلس الثقافي البريطاني: “لقد تمكنت إمارة الشارقة على مدى 18 شهراً من تحقيق إنجازات نوعية تمثلت في فوزها بلقب “العاصمة العالمية للكتاب”، ومشاركتها بصفة ضيف شرف في ستة معارض كتاب دولية في مختلف أنحاء العالم؛ بالتالي فإن هذه الفعالية فرصةً مثاليةً للجميع للاطلاع على تجربة الإمارة الرائدة في تعزيز ثقافة المطالعة وحبّ الفنون الأدبية”.
وأضاف: “يشرفنا أن نتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب للتحضير لمشاركة الشارقة في “معرض لندن الدولي للكتاب” 2020 الذي سيقام الشهر المقبل، والذي تحل عليه إمارة الشارقة ضيف شرف. ونجتمع اليوم معاً، في هذه المبادرة الأدبية ضمن البرنامج الذي أعدته الشارقة لهذه المشاركة، لتبادل الخبرات والمعارف وحشد الدعم والجهود لتفعيل حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها”.
ورشة عمل متخصصة لمناقشة الجوانب الأدبية والتجارية لمهنة الترجمة
وتمحورت الورش التي قدمها كل من اليزابيث جاكيت، وجوناثان رايت، وأحمد آل علي، وبثينة خالدي، حول التطور المهني للمترجمين المشاركين وتنمية مهاراتهم العملية في الترجمة، واستحداث فرص للتواصل مع كبار الخبراء في مجال الترجمة، فضلاً عن لقاء نخبة من المترجمين المتخصصين العرب والأجانب.
وشملت قائمة المترجمين المتخصصين في الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية: أميمة صبحي من مصر، وهيفاء أبو النادي من الأردن، وسمر محفوظ من لبنان، وزوينة الطوية من عمان، ووطفة العسافين من سوريا، وماليد فايزة من الولايات المتحدة؛ فيما ضم فريق المترجمين المتخصصين في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية رفائيل كوهين من مصر، وراث أحمدزاي كيمب، وكاثرين هولز، ونيما العربي، وفالنتينا فيين من المملكة المتحدة، وكارين ماكنيل من الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاءت الورشة ضمن بعثة دراسية للشارقة مدتها خمسة أيام نظمها “مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب” 2019 بالتعاون مع الجهات الشريكة. وتعرف أيضا المترجمون المشاركون على التاريخ الغني للشارقة وتراثها الثقافي خلال جولة خاصة لمعالم الإمارة منها جزيرة النور وقلب الشارقة.
ويأتي اختيار “اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية” في “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (اليونسكو) “الشارقة العاصمة العالمية للكتاب” للعام 2019، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية؛ واعترافاً بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارة في مجال نشر ثقافة القراءة على المستوى العربي والدولي، حيث تُعد الإمارة الأولى في منطقة الخليج والثالثة في العالم العربي التي تنال هذا اللقب الرفيع بعد الإسكندرية وبيروت.