صدر حديثاً عن منشورات المتوسط في إيطاليا، ديوان شعري جديد للشاعر الإماراتي عادل خزام، بعنوان “الربيع العاري”، في 136 صفحة من القطع المتوسط، تتوالى فيه الرؤى الشعرية والحياتية للشاعر الذي راهنَ منذ بدءِ تجربته الغنيّة والمتعدّدة على اللُّغة.
تظهرُ الجغرافيا في الديوان كنتوءٍ لأحلامٍ لم تكتمل، لآلام صاعدة، لمدنٍ على وشكِ الفناء، وأخرى تحاولُ الصمودَ في مواجهة المعدنِ والنار. هكذا ندخلُ عالم الشاعر عادل خزام وقد استعادت ذاكرتُنا لغة المتصوِّفة والمنتمين إلى لحظتهم الإنسانية عبر تاريخٍ من القلقِ الوجودي، والتساؤل عن القدرة التي يمتلكها الآدميون لتدمير أنفسهم.
تبدو القصائد كأنَّها مكاشفةٌ مؤلمة للذَّات، تبدأ من الأنا بكلِّ شظاياها، بين الحب والمرأة والسياسية والتاريخ، وحيثُ نتركُ قطعةً منّا ونمضي في مجاهيلِ الخطوات؛ ولا تنتهي، تلك المكاشفةُ، إلا بالإمعانِ في فضحِ ما يُحاولُ التستُّر وراء مسمّياتٍ واهية، فالشّرُّ والبشاعةُ في محكياتِ العصر الحديث، ليسا بالضَّرورة نقيضا الخيرِ والجمال.