في جلسة حوارية أدارها القاص والروائي السوري إسلام أبو شكير، استضافت الدورة الـ38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الدكتورة عبير جمعة سالم الحوسني، التي استعرضت كتابها “النقد الثقافي في العالم العربي”، الصادر عن دائرة الثقافة في الشارقة، وهو عبارة عن دراسة علمية اهتمت بالنقد الثقافي منذ النشأة وعبر مراحل التطور، إلى جانب الوقوف على مفهومه وآلياته وعناصره الأساسية.
وقالت الدكتورة عبير الحوسني: “إن العلاقة القائمة بين الأدب والنقد علاقة ارتباط وتكامل لا يمكن إنكارها، فالمناهج النقدية تُعد حلقة وصل بين النص الأدبي ومرجعية المؤلف الايديولوجية الذي يستعين بإحدى تلك المناهج لحظة إبداعه للنص، وهذا بطبيعته أسهم في تعدد المناهج وتنوعها، وذلك بحسب طبيعة النص والجوانب التي يسعى الناقد للكشف عنها والقراءة المزمع تحقيقها لتلك النصوص، ومن بين تلك المناهج نجد النقد الثقافي الذي جاء بعد الاهتمام بالدراسات الثقافية، وهذا يعني أنها لم تكن وليدة الصدفة”.
أما عن نشأة النقد الثقافي فقالت: “فيما يخص النشأة الفعلية والتطور الميداني للنقد الثقافي فهو ما تكاد تحتكره الثقافة الغربية التي تشكل المرجعية الرئيسية للتعرف على سماته ومراحل تطوره، وهذا لا يعني عدم وجود بوادر لمصطلح الثقافة في النقد العربي، فلو عدنا إلى العصور السابقة لوجدنا تلك البوادر مدونة كملاحظات نقدية خاصة في العصر العباسي عصر انفتاح المعرفة، وقد أوردتُ في دراستي العديد من الأمثلة والشواهد”.
وأضافت: “إن انشغال النقد العربي الحديث بالمناهج الغربية وتحويل قوانينها إلى مرجع مهم نتعامل فيه مع النصوص النصوص الأدبية، دفعني إلى تسليط الضوء على قضية النقد الثقافي في العالم العربي، ومحاولة بلورة كل ما يتعلق بالنقد الثقافي وتنظيره، وكان ذلك بوضع أهداف سعيت لتحقيقها من خلال دراستي وهي تتبع المشروع الثقافي والبحث في مكونات مفهوم النقد الثقافي في الوعي النقدي العربي، وإدراك أهمية انتقال النقد الثقافي وتحولاته في العالم العربي، وملاحظة مدى ارتباط النقد الثقافي بموضوعات ونظريات نقدية كاللغة والتأويل”.
وحول المنهج الذي اعتمدت عليه الدراسة قالت: “اعتمدت في هذه الدراسة على منهج من شأنه أن يخدمني للوصول إلى النتائج المنشودة ألا وهو المنهج (التاريخي – الوصفي)، وذلك لأن دراسة مشروع كالنقد الثقافي تتطلب تتبع نشأته وتطوره في العالم الغربي، وانتقاله إلى العالم العربي، والوقوف على مكونات مفهومه الاصطلاحي ووصفه بطريقة علمية، وتوضيح آلياته وعناصره الأساسية”.
وأشارت الدكتورة عبير الحوسني إلى أنها واجهت بعض الصعوبات عند دراسة هذا الموضوع ومنها قلة الدراسات الثقافية العربية التي تتناول تنظير النقد الثقافي وتفصيل آلياته، وحتى وإن وجدت كانت في أغلبها تتناول مشروع عبد الله الغذامي بالوصف، مما اضطرها إلى اللجوء للعديد من الدراسات النقدية والأدبية بحثاً عن كل ما من شأنه أن يمس النقد الثقافي.