طرحت مكتبة جينجكو في لندن كتاباً جديداً يتناول دور الدين في العالم المعاصر، ويبحث على وجه الخصوص في كيفية استكشاف القصص والأفكار المجتمعية الخلاقة التي تعتنقها الديانات المختلفة في جميع أنحاء العالم وتؤثر على طريقة تفاعل الدول مع بعضها البعض في عالم أكثر ترابطًا.
يحمل الكتاب عنوان “الخيال الديني – كيف تتشكل قصص الإيمان في عالم اليوم” وهو من تأليف جيمس والترز، المدير المؤسس لمركز الإيمان في كلية لندن للاقتصاد، والذي يعمل على تعزيز التفاهم الديني والريادة بين الأديان في أوساط الهيئة الطلابية لمدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية والحكومة.
ويستلهم الكتاب فكرته من مؤتمر استضافته الجامعة في عام 2017 حول ذات الموضوع وكان من بين المشاركين به منى صديقي، أستاذ الدراسات الإسلامية والدينية في جامعة إدنبره باسكتلندا، وجون كاسون، الذي شغل منصب السفير البريطاني في القاهرة في الفترة من 2014 إلى 2018، وكمران بشير، أستاذ الدراسات الدينية والتاريخية في كلية كاموسون، فيكتوريا، كولومبيا البريطانية.
ولا تزال الحقوق الأجنبية، بما في ذلك العربية، متاحة للكتاب الذي يعتبر مصدر إلهام روحاني، حيث تحظى فيه قضايا الإيمان بقدر من الأهمية لا يقل عن قضايا الاقتصاد.
وأشار والترز إلى أن “الخيال الديني يتشابك مع نظرية الحياة والموت، المادية والميتافيزيقية، الأرضية والسماوية”، وأضاف قائلاً: “النظريات الغربية للعلاقات الدولية والنظام العالمي تميل إلى التغاضي عن هذه الأهمية، حيث تنظر أوروبا الغربية الحديثة إلى الدين باعتباره مسألة خاصة بالأساس، بمعنى أنه شأن شخصي وليس اجتماعي، أو مسألة روحية أكثر منها سياسية، تكميلية وليست أساسية للحياة اليومية”.
وفي مقال متعمق يستقي أفكاره من خبرته في مصر، قال جون كاسون أن هناك الكثير الذي يمكن للدبلوماسيين تعلمه من الدين، وأضاف: “أود أن أذكر أولئك الذين يعملون كممثلين للأديان أننا نحتاج إليكم نحن الدبلوماسيين وإلى مصادر الإيمان التي يمكنكم الاعتماد عليها من أجل تعزيز مهمتنا الدبلوماسية، واختتم مقالي بمناشدة الزعماء الدينيين وعلماء الدين للعمل على محو أميتهم السياسية والدبلوماسية وأناشد الدبلوماسيين كذلك العمل على محو أميتهم الدينية”.
ويتناول الكتاب في مقالات أخرى دور الدين في المسائل البيئية ويطرح أسئلة حول مدى تقدم الحوار بين الطرق اليهودية والمسلمة والمسيحية لوضع تصورات بشأن المستقبل.
واختتم كاسون في هذا الكتاب الدسم والباعث على التفكير قائلاً: “في غياب الخيال الديني لن نكون في النهاية قادرين على الحفاظ على العولمة”.