كان أداء بائعي الكتب المستقلين على جانبي المحيط الأطلسي أفضل في عام 2020 مما توقعه الكثيرون، حيث كشفت إحصاءات غالبية الأقاليم البريطانية والولايات الأمريكية عن ارتفاع في الأرقام مقارنة بعام 2019. وقد أشادت بيث إنيسون، المديرة التنفيذية لجمعية بائعي الكتب المستقلة في إقليم نيو إنجلاند الذي يضم ست ولايات أمريكية (ماين، ونيوهامشير، وفيرمونت، وماسوشوستس، ورودأيلاند، وكونتيكت)، بالنمو المتحقق قائلة: “من الجيّد أننا ما زلنا واقفين على أقدامنا رغم الأحداث العصيبة في عام 2020”.
وأكد أكثر من نصف البائعين المستقلين في المملكة المتحدة الذين استطلعت آراؤهم مجلة “بوكسيلر” Bookseller قبل موسم عيد الميلاد، أنه على الرغم من خسارة المبيعات خلال أيام الإغلاق، إلا أن سهولة الشراء من المواقع الإلكترونية، ومن بينها موقع “بوك شوب دوت أورج” Bookshop.org، أسهمت في المحافظة على وتيرة المبيعات بشكل جيّد، خصوصاً أن هذا الموقع يمنح البائعين 30% من سعر الغلاف. ووفقاً للتقديرات، حصلت كل مكتبة مشاركة في الموقع على حوالي 1647 جنيهًا إسترلينيًا في المتوسط خلال عيد الميلاد 2020.
وقال بيتر دونالدسون من “ريد لايون بوكس” Red Lion Books في مدينة كولشيستر البريطانية: “يدرك المزيد من الناس أن الحقيقة البسيطة المتمثلة في اختيار مكان وكيفية التسوق يمكن أن تكون لها تداعيات هائلة على العالم الذي يعيشون فيه – وخصوصاً الاقتصاد والمجتمع المحليين. ولذلك يبحث المزيد من الأشخاص عن أرخص الأسعار لأي منتج يرغبونه، بما في ذلك الكتب”.
ووجهت بيث إنيسون رسالة شكر إلى باعة الكتب المستقلين في الولايات المتحدة قائلة: “إن ما أنجزتموه جميعًا العام الماضي لا يصدق. من الإبداع في الاعتماد على نموذج أعمال يتماشى مع الظروف الاستثنائية في العالم إلى الدورات التدريبية المكثفة في الصحة العامة وكيفية الاستفادة من القروض والمنح الحكومية. كانت إبداعاتكم وابتكاراتكم وإصراركم على النجاح مصدر إلهام لنا”.
ومن بين باعة الكتب المستقلين الذين حققوا نمواً لافتاً في الولايات المتحدة العام الماضي، “بوينت ريس بوكس” Point Reyes Books في كاليفورنيا، التي ارتفعت مبيعاتها ما بين 12 إلى 15% في ديسمبر 2020، ووصفت موسم العطلات بأنه “ناجح بشكل ملحوظ”.
واختتمت إنيسون بتفاؤل حذر قائلة: “رغم أن الظروف لا تزال صعبة للغاية، لكن العام الجديد واللقاح ضد الفيروس، يمنحنا شعوراً إيجابياً للتفكير في الأشياء الجميلة المقبلة: العودة إلى اللقاءات والتجمعات مرة أخرى، والمضي قدمًا في أعمالنا بدلاً من الشعور بأننا نسبح بأسرع ما يمكن لمجرد إبقاء رؤوسنا فوق الماء”.