قاسم سعودي – بغداد
قرب دجلة في بغداد وعلى مقربة من بيوت الكتب، وجماليات الشناشيل، يضيء مبنى “المركز الثقافي البغدادي” بأقواسه البغدادية وزخارفه ذات الطراز المعماري الإسلامي، الذي افتتح عام 2010 كرافد من روافد الثقافة العراقية، بعد أن أصبح نافذة حيوية لمختلف النشاطات الفنية والثقافية والأدبية.
يضم المركز عدة قاعات ومرافق وحدائق لاستيعاب مختلف النشاطات خلال أيام الأسبوع وخصوصاً يوم الجمعة، كما يتيح تواصلا ً حقيقياً بين الجمهور ومختلف الفعاليات الثقافية وتنوعها والتي يحتضنها المركز في قاعاته التي حملت أسماء رموز الثقافة العراقية في مجالات الأدب والموسيقى والشعر والتشكيل والدراسات الإنسانية مثل نازك الملائكة، ومصطفى جواد، وعلي الوردي، جواد سليم وغيرهم من المبدعين العراقيين.
ذاكرة المكان البغدادي
يعتبر المركز الثقافي البغدادي والذي كان يسمى سابقاً ” المحاكم القديمة ” التي أنشئت في مطلع الخمسينيات، موقعاً مكملاً للمواقع البغدادية الثقافية المنتشرة في معظم بغداد كالمتحف البغدادي والبيوت التراثية والمدرسة المستنصرية والقصر العباسي وشارع الرشيد وغيرها.
تم تشييد المركز حسب الطراز البغدادي وبصمته التراثية التي تنتمي للعمارة العربية والإسلامية، ويمكن لزائر المركز أن يستمتع بالعديد من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة منها محاضرات لغوية، وتاريخية في قاعة مصطفى جواد ، ومحاضرات تشكيلية في قاعة جواد سليم، محاضرات اجتماعية في قاعة علي الوردي، وأصبوحات شعرية في قاعة نازك الملائكة، وصلات غنائية من المقام العراقي في قاعة شناشيل.
مجموعة شعراء المتنبي
تحفل قاعة نازك الملائكة بالعديد من الأصبوحات الشعرية التي تنطلق ضمن المنهاج الثقافي لمجموعة شعراء الورشة الثقافية التي تأسست عام 2011، ومجموعة شعراء المتنبي التي تأسست عام 2007 ويشرف عليها الشاعر العراقي حيدر المعتوق، حيث تضم المجموعة العديد من الشاعرات والشعراء الذين ينتمون لأجيال شعرية متنوعة، وتتميز بكونها نافذة حيوية أخذت على عاتقها تحقيق العديد من الرؤى والأهداف منها إيجاد حلقة تواصل بين مختلف الأجيال والأشكال الشعرية، وخصوصاً في الكشف عن الأصوات والمواهب الجديدة في المحيط الجغرافي العراقي بكل تنوعاته ومدارسه الشعرية والأدبية.
المقام العراقي..
وأنت تتجول بين أروقة المركز تأخذك موسيقى الغناء البغدادي في قاعة شناشيل، والتي تشهد أصبوحاتها المخصصة لفن المقام ، جمهوراً كبيراً من متذوقي فنون التراث الشعبي، حيث تقدم قاعة شناشيل صباح كل يوم جمعة وصلات غنائية فردية وجماعية لأعرق مطربي المقام وقصائدهم الشعرية الضاربة في جذور المجتمع، والمقام العراقي من الفنون الموسيقية العربية القديمة ” منذ حوالي 400 سنة في العراق “ويعتبر من أرقى أنواع المقامات العربية، ومنها مقام الجغالي البغدادي الذي يضم قاريء المقام بالإضافة لعدد من الأدوات الموسيقية منها: الناي ، السنطور ، الجوزة ، وغيرها من الأدوات الموسيقية الشعبية.
ويتشكل نص المقام من تناغم فريد بين قصائد من عيون الشعر واللهجة العراقية ، ومن أشهر قراء المقام في الذاكرة العراقية، من أمثال: محمد القبانجي ، يوسف عمر ، هاشم رجب ، حسن خيوكه، وغيرهم الكثير من قراء المقام العراقي الذي يمثل واحداً من الفعاليات الرئيسية في صباحات المركز الثقافي البغدادي.