أكد الروائي والطبيب المصري إبراهيم شلبي أن ما دفعه للكتابة هو الأفكار والرسائل التي يملكها ويريد إيصالها، مضيفاً بأنه لا يجد فرقاً بين الطبيب والكاتب، فكلاهما يقدّم عملاً نبيلاً وأصيلاً، مشيراً إلى أن شغف الكتابة يرافقه منذ سنوات طويلة، وقد شعر بأن الوقت قد حان ليقوم بشيء أحبه، لكن هذا لا يعني أن الطبيب يمكن أن يتقاعد وينهي مسيرته، بل على العكس يمكنه أن يستمر في عمله النبيل من خلال أفكاره وكلماته.
جاء ذلك خلال مشاركة مؤلف رواية “الخروج من الفقاعة” في فعالية “نادي الكتاب” التي تنظمها حملة “اقرأ.. احلم.. ابتكر” التابعة للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، عبر التواصل المرئي. ويمتلك الدكتور شلبي العديد من المؤلفات الموجهة للأطفال والكبار، من بينها “في بهو الكرنك: محاكمة رئيس” و”يوميات امرأة انتصرت على السرطان”.
وقال شلبي: “على امتداد السنوات التي أمضيتها في مجال الطبّ، امتلأت ذاكرتي بالكثير من الأحداث والصور والمواقف، وأردت أن أوثّقها، وأعبّر عنها بطريقتي، وبالفعل قمت بكتاب نصّ روائي لا يتشابه مع النصوص الروائية بما يتعلّق بالبداية وتصاعد الأحداث والحبكة والنهاية”.
وتابع: “رواية “الخروج من الفقاعة” توليفة من المواقف الإنسانية والمشاعر التي تعبّر عنها شخصية خيالية اسمها سامر، مراهق في عمر 13 عاماً، يمر بالكثير من المواقف خلال فترة مرضه، لأوصّل من خلاله رسالة للأطفال وذويهم بأن السرطان يمكن أن يتحوّل إلى تجربة إيجابية، وأن أعرّف المجتمع بشكل أكبر على مرضى السرطان والمراحل التي يمرّون بها ويعيشونها، والجوانب الصحية والآثار النفسية التي أعتبرها جزءًا مهماً جداً في تحويل قسوة هذا المرض إلى أمل ودافع لمواصلة الحياة”.
وتابع: “عنوان الرواية يحمل الكثير من الدلالات فكل شخص منّا لديه فقاعة خاصة يعيش فيها، يمكن تشبيهها بمنطقة الراحة الشخصية، أو طريقة الحياة التي اعتادها، أو البيئة المحيطة وغيرها، كما حرصت أن يتضمن العمل الكثير من العِبر والمفاهيم التي تعزز من الروابط الإيجابيّة في المجتمع، وترتقي بمنظومة القيم، بلغة بسيطة تتداخل فيها الكلمات العامية ليسهل فهمها، وأنا دائماً ما اعتبر أن المريض صديق لي، فكل إنسان قصة وتجربة، وجميع تلك الصور والعلاقات الوديّة التي عايشتها أثّرت في داخلي وترجمتها ببساطتها وعمقها إلى عمل روائي”.
وعن بداياته في مجال الكتابة قال:” في العام 2013 تفرّغت للكتابة، لم يكن عملي يتعارض مع كتاباتي، على العكس فقد اكتسب خلاله الكثير من المعارف والخبرات، وكنتُ أستغل أوقات الفراغ لأكتب، وقد أنجزت “الخروج من الفقاعة” خلال 3 أسابيع، وأنا على رأس عملي، وقد ساعدتني مهنتي لأرى ما لا يراه الآخرون، فالإنسان عندما يجد نفسه مسؤولاً عن مصير وحياة الآخر يكتشف أبعاداً مغايرة ويختبر مشاعر مختلفة تسهم في إثراء النصّ بل وتمنحه بعداً إنسانياً وقيمة هائلة”.
وتابع: “لديّ هموم أدبية، ويتملّكني دافع لمواصلة إنجاز العديد من المشاريع، حيث أعمل حالياً على مجموعة مؤلفات حددتها بـ 20عملاً تتحدث عن الحضارات التي نَمَت على ضفاف أشهر أنهار العالم، وأنجزت بعضها، ومن الأمور التي أسعدتني اعتماد روايتي بمنهاج بعض المؤسسات التعليميّة، وهذا يضاعف من المسؤولية التي أقدمها ويدفعني إلى مواصلة تقديم المزيد من الأعمال التي ترتقي بوعي وفكر القرّاء”.